فقد أدى مئات المواطنين، اليوم، صلاة الجمعة على أرض الخان، بمشاركة مسؤولين ووفود شعبية من مختلف المحافظات، وانضم إليهم رجال دين مسيحيون عبّروا عن تضامنهم مع سكان القرية وسائر التجمعات البدوية في المنطقة، البالغ عددهم أكثر من خمسة آلاف نسمة، والمهددون أيضا بالترحيل القسري عن مساكنهم.
وعقب الصلاة، انطلقت مسيرة حاشدة صوب الشارع الرئيس المحاذي للقرية، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات الوطنية المنددة بالاحتلال والمؤكدة على رفض سياسات الاحتلال العنصرية بحق السكان.
وفور وصولهم إلى الشارع الرئيس الذي يربط القدس بأريحا، أغلق المحتجون الشارع بأجسادهم، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال التي استدعيت إلى المنطقة بأعداد كبيرة وأجلتهم من وسط الشارع بالقوة، ما أحدث تدافعات بين الطرفين ومشادات.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أكد محافظ القدس الجديد، عدنان غيث، المعين حديثا من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استمرار الفعاليات الاحتجاجية ضد قرار المحكمة مخططات الطرد والترحيل، واصفا ما يجري بأنه "إمعان في سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المواطنين البدو وملاحقتهم في كل مكان يحلّون فيه".
وقال غيث، إن محافظة ووزارة القدس والسلطة الفلسطينية عموما "تضع كل إمكاناتها القانونية والمادية في التصدي للهجمة الإسرائيلية الجديدة على القدس وعلى تجمعات البدو الفلسطينيين فيها".
أما عيد خميس، رئيس قرية الخان الأحمر، فقال لـ"العربي الجديد"، إن مواطني الخان سيتصدون لجرافات الاحتلال، ولن يغادروا منطقة سكناهم، مضيفاً: "إن أتوا وحاولوا الهدم سنمنعهم من ذلك، وإن فعلوها سنعيد بناءها من جديد، أسوة ببدو العراقيب في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 48. ليس لنا مكان آخر نذهب إليه، وعليه باقون هنا".
وفيما تصدرت حركة "فتح" في أقاليمها المختلفة احتجاجات اليوم والأيام الأخيرة، قال شادي المطور، أمين سر الحركة – إقليم القدس لـ"العربي الجديد"، إن فعاليات اليوم شهدت مشاركة موسعة من مختلف الفصائل، وإن هذه الفعاليات قررت التصدي لقرار المحكمة العليا ومنع تنفيذه مهما كان الثمن، مشيدا بحالة الالتفاف الجماهيري حول قضية الخان الأحمر.
وأضاف أن "هناك سلسلة طويلة من العاليات ستنفذ اليوم وعلى مدى الأيام القادمة، وندعو المواطنين كافة إلى أوسع مشاركة فيها".
وكان المواطنون في قرية الخان وعشرات المتضامنين تصدوا، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، لمجموعة من المستوطنين من منظمة "أم ترتسو" المتطرفة حاولت اقتحام القرية، مطالبين جيش الاحتلال بسرعة تنفيذ قرار المحكمة العليا بهدم القرية البدوية وإخلاء سكانها منها.
وحدثت مشادات وتدافعات بين الطرفين، قبل أن تتدخل شرطة الاحتلال وتفصل بين الطرفين، في الوقت الذي ردد فيه المستوطنون هتافات عنصرية.
مواجهات عنيفة غرب رام الله
إلى ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة، بعد صلاة الجمعة اليوم، في جبل الريسان المهدد بالاستيطان الواقع بين قرى راس كركر وكفر نعمة خربثا بني حارث، غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بالإضافة إلى إصابة العديد بحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، بينما لا تزال المواجهات مستمرة حتى اللحظة، وفق ما أفادت به المصادر المحلية لـ"العربي الجديد".
وأدى أهالي القرى الثلاث صلاة الجمعة على أطراف جبل الريسان، بعد منعهم من الوصول إلى المنطقة المصادرة في أعلى قمة الجبل المقدر بأكثر من ألفي دونم من أراضي المزارعين في القرى الثلاث. وحشدت قوات الاحتلال جنودها وآلياتها العسكرية قبل وصول الأهالي، حيث أطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين في الصلاة والمسيرة.
في السياق، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق نتيجة استهدافهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها جنود الاحتلال خلال قمعهم المسيرة الأسبوعية في بلدة بلعين غرب رام الله.
وذكرت المصادر المحلية أن عشرات الدونمات من أراضي المواطنين اشتعلت فيها النيران بعد استهدافها بالقنابل الغازية، ما تسبب في احتراق عشرات أشجار الزيتون في المنطقة. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وجابوا شوارع القرية عقب أداء صلاة الجمعة، ورددوا هتافات وطنية دعت إلى مقاومة الاحتلال وإزالة جدار الفصل العنصري.