وأظهر الفيديو، الذي أثار جدلاً واسعاً في الأردن، مراهقاً يدعو الشباب الأردنيين إلى الانتباه إلى ملابس شقيقاتهم، وعدم السماح لهن بالخروج من المنازل بلباس "فاضح"، على حد تعبيره، معتبراً أن هذا اللباس يلفت الانتباه إليهن ويزيد مخاطر تعرضهن للاغتصاب.
وقال المقدم رائد الرواشدة، رئيس وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة للبحث الجنائي في مديرية الأمن العام بالأردن، إن الوحدة تلاحق كل مثيري الفتنة والنعرات، الذين يبثون خطاب الكراهية على صفحات التواصل الاجتماعي، لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقهم.
وبين أن الوحدة، بإيعاز من مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة، عززت من إجراءاتها للتصدي لمثل هذه السلوكيات "الخارجة عن أخلاقنا وقيمنا"، وأشار إلى أنه تمت إحالة الشخص، الذي ظهر في أحد الفيديوهات محرضاً على الاعتداء على الفتيات، إلى القضاء.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، عامر السرطاوي، إن وحدة الجرائم الإلكترونية، في إدارة البحث الجنائي، باشرت التحقيق في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه أحد الأشخاص محرضاً على الاعتداء الجنسي على الفتيات.
وأضاف السرطاوي، في تصريح صحافي، أنه ومن خلال التحقيقات حُدِدت هوية ذلك الشخص ومكان وجوده، وألقي القبض عليه وبوشر التحقيق معه، تمهيداً لإحالته إلى القضاء.
وأثارت هذه الفيديوهات غضباً واسعاً في الأردن، وسط مطالبات بإيقاف برامج التواصل الاجتماعي التي لا يمكن وضع ضوابط على محتوياتها.
Facebook Post |
وقالت رئيسة اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة سلمى النمس، في تغريدة لها على تويتر، "على قادة الرأي، الذين قادوا حملات التشهير والهجوم على مكافحة التحرش وبرروا التحرش بملابس النساء، تحمل المسؤولية الأخلاقية التي أوصلت شبابنا إلى هذه المرحلة! وعلى الإعلام، الذي فتح لهم منصاته، أن يراجع سياساته التحريرية. يكفي ادعاء أنكم حراس الفضيلة وأنتم تروجون للعنف وتبرروه".
Twitter Post
|
وكتبت الناشطة هالة عاهد على حسابها عبر "تويتر": "الفيديوهات التي تحرض على الاعتداء على الفتيات بسبب لبسهن ليست غريبة؛ المتابع لكثير من التعليقات يعرف أنها ثقافة سائدة تحمّل الضحية سبب الاعتداء، هذه الفيديوهات صورة أخرى لما عبر عنه إعلاميون وكتاب مقالات ونواب حين استنكروا حملات مجابهة العنف والتحرش!".
Twitter Post
|
بدوره قال الصحافي أحمد أبو جعفر أنه طالب بحظر تطبيق "تيك توك" في الأردن، وتواصل مع أكثر من مسؤول لشرح وجهة نظره، لكن للأسف من دون جدوى.
وقال أبو جعفر في تصريح لـ"العربي الجديد" إن التطبيق أصبح يُستغل لنشر الوقاحة والبياخة والسذاجة، وترك مجالا لبعض أنواع الأشخاص للظهور، وأعطاهم منصة خاصة لجذب المتابعين والمشاهدين بقصد أو من دون قصد.
وأشار إلى أنه تتم مشاهدتهم الآن، حيث أفرز التطبيق العديد من الشخصيات التي تشوه الحضارة والتطور، وباتت للتحريض والإساءة وشتم الأعراض والذات الإلهية وغيره من دون رقابة.