هزّ محافظة حضرموت والأوساط الدعوية في اليمن، خبر اغتيال العلامة عيدروس بن عبدالله بن سميط، أحد أبرز الوجوه الدعوية الصوفية، في منطقة تريم.
تطور، يدق ناقوس الخطر، لدى تيار ديني، لطالما، بقي بعيداً عن الصراعات السياسية في السنوات الأخيرة. في المقابل، هناك من حاول استغلال الحادثة، للتحريض على قوات الجيش اليمني المتواجدة في أجزاء حضرموت، والدعوة إلى تسليمها إلى ما يُسمى بـ"النخبة الحضرمية"، التي تكتسب طابعاً محلياً وتُعرف بتبعيتها للإمارات.
وأصدرت مختلف الأطراف اليمنية، بيانات نعي وأعلنت مواقف لإدانة "الجريمة"، بدءاً من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولي الشرعية، مروراً بالمسؤولين المحليين والشخصيات الاجتماعية، وصولاً إلى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، عبر جناحها الدعوي (رابطة علماء اليمن).
وأوضح الداعية الصوفي علي الجفري، في بيان حصل "العربي الجديد"، على نسخة منه، تفاصيل اغتيال بن سميط البالغ 84 عاماً، وجاء في البيان أنّ "الجاني دخل إلى منزل العلاّمة وطلب منه "القراءة عليه"، فأدخله إلى منزله "واستأذنه بأن يصلي ركعتي الضحى ليعود إليه"، لكن المسلح "اقتحم على الحبيب حجرته المجاورة لغرفة الاستقبال وأطلق عليه الرصاص وهو في مصلاه فأرداه قتيلاً على سجادته أمام زوجته وهي على سجادتها".
وكان بن سميط، إماماً لمسجد الإمام المحضار الذي يعد أحد أهم المعالم في مدينة تريم. ويكتسب رموز وعلماء التيار الصوفي في حضرموت مكانة خاصة، لدوره الدعوي التاريخي بنشر الإسلام في شرق آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى عزوف رموزه عن المواقف السياسية.
ووصف ما يُسمى بـ"مؤتمر حضرموت الجامع"، الذي انعقد في العام 2017، حادثة اغتيال بن سميط بـ"الجريمة الشنعاء التي استهدفت أحد علماء حضرموت الأجلاء"، وقال إنه "ممن تشربوا النهج القويم ونشروا الهدى والرحمة، وتمسكوا بالوسطية والاعتدال، واصدعوا بالصدق والحق ونهوا عن الغلو والتشدد".
وباغتيال بن سميط، تشكلت المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً لدى التيار الصوفي، في ظل التحولات التي تشهدها البلاد، ومن المعروف أن التنظيمات الإرهابية كتنظيم "القاعدة" وكذلك "داعش"، يتخذان، موقفاً عدائياً من الصوفية ورموزها، وفي سنوات سابقة، أقدم مسلحو "القاعدة"، خلال سيطرتهم على مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، على هدم أضرحة علماء صوفيين.
في مقابل ذلك، برز الاستغلال السياسي لحادثة اغتيال بن سميط، بإطلاق حملة دعوات، تطالب بتسليم وادي حضرموت، الجزء الذي تقع فيه تريم، إلى "النخبة الحضرمية"، التي تأسست بطابع محلي بحت، وتصنف كقوة موالية للإمارات، تتولى السيطرة على الجزء الساحلي من حضرموت بما فيها مدينة المكلا، مركز المحافظة، فيما الجزء الآخر، الواقع في إطار "المنطقة العسكرية الأولى"، لا يزال خاضعاً لقوات من الجيش اليمني الموالية للشرعية، والتي تتألف من جنوبيين وشماليين، كما هو حال تكوينات الجيش اليمني قبل تصاعد الحرب.
اقــرأ أيضاً
ولطالما واجهت "قوات المنطقة الأولى"، وهي آخر ما تبقى من قوات الجيش اليمني التي بقيت بعيدة عن الحرب، ضغوطاً كبيرة، لتسليم وادي حضرموت إلى "النخبة الحضرمية" الموالية للإمارات، إلا أنها لا تزال ترفض، لتأتي حادثة اغتيال بن سميط، مناسبة جديدة، للضغط على هذه القوات للانسحاب والتسليم لـ"النخبة"، بذريعة وجود انقلات أمني، وحتى إطلاق اتهامات لهذه القوات.
ودخلت في المطالبات، شخصيات صوفية، وفي مقدمتها علي الجفري، الذي قال في تغريدة له على موقع "تويتر"، إننا "نطالب بتأمين وادي حضرموت عبر قوات النخبة الحضرمية على غرار الساحل، وإبعاد العناصر المشتبه بتعاملهم مع خوارج العصر؛ سيما وقد تكررت حوادث القتل والاختطاف في وضح النهار تحت سمع وبصر المسؤولين عن وادي حضرموت ومروراً بنقاطهم العسكرية".
وأضاف أن "قوات النخبة الحضرمية هي جزء من الجيش الوطني وتتبع قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وكان لها الدور الكبير في تطهير ساحل حضرموت من خوارج العصر كما كانت صاحبة الإسهام الواضح في تطهير وادي المسيني".
وسيطر تنظيم "القاعدة"، على مركز محافظة حضرموت، في إبريل/نيسان 2015 وحتى الشهر نفسه من العام الذي تلاه 2016، حين ظهرت لأول مرة، قوات ينتمي أفرادها إلى المحافظة، جرى تدريبها على أيدي القوات الإماراتية بالتنسيق مع السعودية، تحت مسمى "قوات النخبة الحضرمية"، وبقيادة المحافظ الحالي، وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء فرج البحسني، فيما تحولت القوات المتواجدة في المنطقة "الأولى"، حيث وادي حضرموت، إلى حجر عثرة، أمام مساعي إخراج حضرموت من أي وجود لقوات تكتسب طابعاً وطنياً يمنياً، على غرار المحافظات الجنوبية الأخرى، التي باتت القوات التي تأسست فيها عقب الحرب مع الحوثيين تخلو تقريباً من أي وجود لأفراد من المحافظات الشمالية.
واللافت، أن تحويل اغتيال بن سميط، إلى مناسبة للحملة ضد "المنطقة الأولى"، والدعوة إلى إكمال سيطرة "النخبة الحضرمية" على المحافظة، تتغافل أن عمليات الاغتيال التي تطاول الدعاة، بلغت أوجها، في مدينة عدن، الخاضعة لقوات أغلبها موالية للإمارات وتتألف من جنوبيين، على غرار "الحزام الأمني"، وقد شهدت المدينة خلال العامين الماضيين 16 عملية اغتيال طاولت دعاة وأئمة مساجد في المدينة.
تطور، يدق ناقوس الخطر، لدى تيار ديني، لطالما، بقي بعيداً عن الصراعات السياسية في السنوات الأخيرة. في المقابل، هناك من حاول استغلال الحادثة، للتحريض على قوات الجيش اليمني المتواجدة في أجزاء حضرموت، والدعوة إلى تسليمها إلى ما يُسمى بـ"النخبة الحضرمية"، التي تكتسب طابعاً محلياً وتُعرف بتبعيتها للإمارات.
وأصدرت مختلف الأطراف اليمنية، بيانات نعي وأعلنت مواقف لإدانة "الجريمة"، بدءاً من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولي الشرعية، مروراً بالمسؤولين المحليين والشخصيات الاجتماعية، وصولاً إلى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، عبر جناحها الدعوي (رابطة علماء اليمن).
Twitter Post
|
وأوضح الداعية الصوفي علي الجفري، في بيان حصل "العربي الجديد"، على نسخة منه، تفاصيل اغتيال بن سميط البالغ 84 عاماً، وجاء في البيان أنّ "الجاني دخل إلى منزل العلاّمة وطلب منه "القراءة عليه"، فأدخله إلى منزله "واستأذنه بأن يصلي ركعتي الضحى ليعود إليه"، لكن المسلح "اقتحم على الحبيب حجرته المجاورة لغرفة الاستقبال وأطلق عليه الرصاص وهو في مصلاه فأرداه قتيلاً على سجادته أمام زوجته وهي على سجادتها".
وكان بن سميط، إماماً لمسجد الإمام المحضار الذي يعد أحد أهم المعالم في مدينة تريم. ويكتسب رموز وعلماء التيار الصوفي في حضرموت مكانة خاصة، لدوره الدعوي التاريخي بنشر الإسلام في شرق آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى عزوف رموزه عن المواقف السياسية.
ووصف ما يُسمى بـ"مؤتمر حضرموت الجامع"، الذي انعقد في العام 2017، حادثة اغتيال بن سميط بـ"الجريمة الشنعاء التي استهدفت أحد علماء حضرموت الأجلاء"، وقال إنه "ممن تشربوا النهج القويم ونشروا الهدى والرحمة، وتمسكوا بالوسطية والاعتدال، واصدعوا بالصدق والحق ونهوا عن الغلو والتشدد".
وباغتيال بن سميط، تشكلت المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً لدى التيار الصوفي، في ظل التحولات التي تشهدها البلاد، ومن المعروف أن التنظيمات الإرهابية كتنظيم "القاعدة" وكذلك "داعش"، يتخذان، موقفاً عدائياً من الصوفية ورموزها، وفي سنوات سابقة، أقدم مسلحو "القاعدة"، خلال سيطرتهم على مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، على هدم أضرحة علماء صوفيين.
في مقابل ذلك، برز الاستغلال السياسي لحادثة اغتيال بن سميط، بإطلاق حملة دعوات، تطالب بتسليم وادي حضرموت، الجزء الذي تقع فيه تريم، إلى "النخبة الحضرمية"، التي تأسست بطابع محلي بحت، وتصنف كقوة موالية للإمارات، تتولى السيطرة على الجزء الساحلي من حضرموت بما فيها مدينة المكلا، مركز المحافظة، فيما الجزء الآخر، الواقع في إطار "المنطقة العسكرية الأولى"، لا يزال خاضعاً لقوات من الجيش اليمني الموالية للشرعية، والتي تتألف من جنوبيين وشماليين، كما هو حال تكوينات الجيش اليمني قبل تصاعد الحرب.
ولطالما واجهت "قوات المنطقة الأولى"، وهي آخر ما تبقى من قوات الجيش اليمني التي بقيت بعيدة عن الحرب، ضغوطاً كبيرة، لتسليم وادي حضرموت إلى "النخبة الحضرمية" الموالية للإمارات، إلا أنها لا تزال ترفض، لتأتي حادثة اغتيال بن سميط، مناسبة جديدة، للضغط على هذه القوات للانسحاب والتسليم لـ"النخبة"، بذريعة وجود انقلات أمني، وحتى إطلاق اتهامات لهذه القوات.
ودخلت في المطالبات، شخصيات صوفية، وفي مقدمتها علي الجفري، الذي قال في تغريدة له على موقع "تويتر"، إننا "نطالب بتأمين وادي حضرموت عبر قوات النخبة الحضرمية على غرار الساحل، وإبعاد العناصر المشتبه بتعاملهم مع خوارج العصر؛ سيما وقد تكررت حوادث القتل والاختطاف في وضح النهار تحت سمع وبصر المسؤولين عن وادي حضرموت ومروراً بنقاطهم العسكرية".
Twitter Post
|
وأضاف أن "قوات النخبة الحضرمية هي جزء من الجيش الوطني وتتبع قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وكان لها الدور الكبير في تطهير ساحل حضرموت من خوارج العصر كما كانت صاحبة الإسهام الواضح في تطهير وادي المسيني".
Twitter Post
|
وسيطر تنظيم "القاعدة"، على مركز محافظة حضرموت، في إبريل/نيسان 2015 وحتى الشهر نفسه من العام الذي تلاه 2016، حين ظهرت لأول مرة، قوات ينتمي أفرادها إلى المحافظة، جرى تدريبها على أيدي القوات الإماراتية بالتنسيق مع السعودية، تحت مسمى "قوات النخبة الحضرمية"، وبقيادة المحافظ الحالي، وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء فرج البحسني، فيما تحولت القوات المتواجدة في المنطقة "الأولى"، حيث وادي حضرموت، إلى حجر عثرة، أمام مساعي إخراج حضرموت من أي وجود لقوات تكتسب طابعاً وطنياً يمنياً، على غرار المحافظات الجنوبية الأخرى، التي باتت القوات التي تأسست فيها عقب الحرب مع الحوثيين تخلو تقريباً من أي وجود لأفراد من المحافظات الشمالية.
واللافت، أن تحويل اغتيال بن سميط، إلى مناسبة للحملة ضد "المنطقة الأولى"، والدعوة إلى إكمال سيطرة "النخبة الحضرمية" على المحافظة، تتغافل أن عمليات الاغتيال التي تطاول الدعاة، بلغت أوجها، في مدينة عدن، الخاضعة لقوات أغلبها موالية للإمارات وتتألف من جنوبيين، على غرار "الحزام الأمني"، وقد شهدت المدينة خلال العامين الماضيين 16 عملية اغتيال طاولت دعاة وأئمة مساجد في المدينة.