اقترح خبير اقتصادي، على الدول الغربية التي تبحث عن وسائل فعالة لمعاقبة الحكومة الروسية على احتلالها منطقة القرم الاوكرانية، ضرب دخلها النفطي وقال، فيليب فير ليغر، في تعليقات لنشرة" أويل برايس": على الولايات المتحدة أن تخفض أسعار النفط عبر زيادة إمدادات النفط العالمية.
وقال فيرليغر، في تعليقاته: إن اطلاق 500 ألف برميل يومياً من احتياطي البترول الامريكي سيخفض اسعار النفط بحوالي 10 دولارات للبرميل. وقال: إن مثل هذا الاجراء سيكلف الخزينة الروسية حوالي 40 مليار دولار سنوياً، أي حوالى 4% من اجمالي الناتج المحلي. ويذكر أن مبيعات النفط والغاز الطبيعي الروسي تشكل 52% من دخل الحكومة الروسية. وتوقع تقرير "أويل برايس" أن توافق منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" على مثل هذا الاجراء خاصة وأن دول مجلس التعاون غاضبة من روسيا التي دعمت وتواصل دعم نظام بشار الاسد في سوريا.
وفي الصعيد ذاته قال خبراء اقتصاد في معاهد بحث أمريكية: إن الاسباب الاقتصادية كانت السبب الرئيس وراء توقف الرئيس، بوتين، عن غزو كامل أوكرانيا. وقال الخبير الاقتصادي، ستروب تالبوت، رئيس معهد "بروكينز استيتيوشن" في واشنطن "روسيا معرضة لاهتزازت السوق أكثر من اي دولة أخرى، لأن الحكومة الروسية تملك حصصاً رئيسة في شركات كبرى صانعة للسوق مثل غازبروم".
يذكر، أن مؤشر الاسهم الروسية "آر تي اس آي" فقد 12% حوالي 60 مليار دولار، حينما أعلنت الولايات المتحدة معاقبة روسيا وحظرت جزئياً بعض التعاملات الروسية. ويذكر أن "الروبل" شارف على الانهيار في اليومين اللذين شهدا دخول الجيش الروسي منطقة القرم. كما اضطر البنك المركزي الروسي الى رفع معدل الفائدة 1.5% للدفاع عن العملة الروسية. ويذكر أن العديد من الشركات الروسية أصبحت مرتبطة بالاسواق الغربية وبالتالي فإن تعاملاتها المالية ستخسر اذا تم تجميد حساباتها في البنوك الغربية.
من جانبه يقول الخبير الاقتصادي، اسلاند، من معهد "بيترسون انستتيوت" في تصريحات الى صحيفة "نيويورك تايمز": "روسيا ضعيفة اقتصادياً اليوم، وتعتمد الى درجة بعيدة على تجارتها مع أوروبا والغرب ... هذا يمنعها من خوض حرب ضد الدول الغربية".
ويلاحظ أن 50% من صادرات روسيا تصدر الى أوروبا وأن 75% من صادراتها تتشكل من النفط والغاز الطبيعي.
ولم يستبعد خبراء طاقة في لندن أن تبدأ أوروبا البحث جدياً عن موردي غاز بدلاً عن روسيا. وقالوا في هذا الصعيد: إن الغاز الطبيعي الامريكي وغاز الشرق الاوسط، خاصة الغاز القطري يمكن أن يكون البديل للغاز الطبيعي الروسي الذي يخضع لمزاج الرئيس ،بوتين، وسياسات الحكومة الروسية. ويذكر أن الاوروبيين غاضبون مما قامت به الحكومة الروسية في عامي 2006 و2009، حينما أوقفت روسيا لايام امدادات الغاز الطبيعي الى أوروبا في الشتاء. ويقدر معهد، بيترسون انستتيوت، أن روسيا ربما ستخسر حوالي 100 مليار دولار سنوياً اذا توقفت اوروبا عن استيراد الغاز الطبيعي.
ومن العوامل الاخرى التي يشير اليها اقتصاديون، عمليات الحظر الواسعة لاثرياء الروس الذين يستثمرون بكثافة في اسواق المال الغربية وربما الذهاب الى تجميد حساباتهم.