كلما حدثني أحدهم عن السعادة أتحسس موضعَ حُزني، كل من أخبرني عن السعادة اكتشفت في النهاية أنه يخبرني عن سعادتهُ هو، وليس سعادتي. لهذا يا سادتي، اضطررت وبالرغم من أن الجلوس في معطف الاكتئاب يُشعرني بالدفء إلى أن أقوم لأبحث عن سعادتي وأكتشفها بنفسي.
فاكتشفت في بداية الطريق أنك يجب أن تتراجع، وتشكك في أمر الطريق، وأن تخاف، وأن تلعن حظكَ، ثم عندما تنتهي من هذه الكوابيس الصغيرة التي تنتهي عندما تقرر أنكَ تريد أن تُغير هذه المأساة الداخلية، أن الطريق جميلة، وأن العالم الداخلي الذي يحويه فكرك وعقلك وقلبك هو عالم اكتفى فعلياً من استيراد كآبة وفشل الغير، اكتشفت أنكَ لن تحصُل على الاكتفاء الذاتي من السعادة إلا عندما تصدر إلى المحيط من حولك السعادة، وما هي السعادة هُنا، هي التفاؤل وحسن الظَن، أن تفسر الأمور بطبيعتها، أن تُنهي شرارة الحرائق التي تبدأ بالاشتعال في عقلك عن طريق إخمادها بمياه الأمل، لأن الحُزن إعصار جارف، يأتيكَ من دون موعد، لا تستطيع التنبؤ به عن طريق ريختر، يأتيكَ ليجرف معه كل شيء، فتستيقظ في الصباح لتَجد أن كل شيء أصبح في مكان آخر تماماً.
لهذا، سعادتي أصبحت أن أتجاهل الإعلانات الكبيرة الموجودة على طريق الهدف، والتي تحوي صور جماجم وأشخاص قتلهم الخوف، لأنكَ عندما تصل إلى خط النهاية ستكتشف أن الخوف أصبح سلاحك أنت، لأنكَ استخدمته لصالحك وليس ضدك، مجانين من يعتقدون أن الله خلقنا للعذاب، هل من خلق هذه الأشعة الدافئة وهذه الغيوم البيضاء الرقيقة يريد أن يعذبنا.
(الأردن)
اقرأ أيضاً: صرخة قلم