وحلل الباحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتيك"، العام الماضي، شريحة صغيرة من الصخرة الفضائية التي يعادل حجمها حجم حبة الليمون، وكانت تزن نحو 210 غرامات عندما عثروا عليها، ووجدوا داخلها المعدن، واستخدموا مجهراً دقيقاً يسمى "إلكترون بيم ميكروسكوب"، وهو أداة تحليلية تستخدم لتحديد التركيب الكيميائي، للكميات الصغيرة من المواد الصلبة بطريقة غير مدمرة.
ووجد الخبراء بعد التحليل أنّ المعدن له نمط خاص من ذرات الحديد والكربون، وأطلقوا عليه اسم "إيد سكوت" نسبة إلى إدوارد سكوت، عالم الكونيات في جامعة هاواي في مانوا، أول من اكتشف هذا المعدن في النيزك وحدد تركيبه الكيميائي في أوائل سبعينيات القرن العشرين، لكنه لم يكن قادراً على تحديد تركيبته البلورية.
Facebook Post |
وقال رئيس الفريق البحثي وكبير علماء المعادن في المعهد تشي ما: "يعد تواجد هذا المعدن وتشكّله بشكل طبيعي على كوكبنا أمراً نادراً، فمنذ العثور عليه عمل الخبراء من جميع أنحاء العالم على دراسة الصخرة الفضائية، لفهم مكوناتها والمكان الذي أتت منه إلى كوكبنا".
وأضاف: "عرفنا المعدن وخصائص مكوناته بناء على تركيبه الكيميائي وهيكله الكريستالي، إذ يظهر لنا على شكل بلورات بيضاء صغيرة، والتي اعتبرت غير عادية مقارنة بالمعادن الأخرى الغنية بالكربون الموجودة في النيازك الغنية بالحديد، وبالتالي يعد (إيد سكوت) معدناً نادراً".
Facebook Post |
يجدر بالذكر أنّ نيزك ويدربيرن اكتشف لأول مرة عام 1951، بالقرب من مدينة ويدربيرن في فيكتوريا في أستراليا، وهو الآن جزء من مجموعة معروضة في متحف فيكتوريا. كما يعتقد أن النيزك جاء من كويكب خرج عن مساره وتوجه نحو الأرض، وهو على الأرجح البقايا المدمرة لكويكب صغير اصطدم بأجسام سماوية أخرى في النظام الشمسي المبكر، وربما تتشكل المادة المعدنية ببطء عندما تبرد النيازك الحديدية الغنية بالنيكل مثل نيزك ويدربيرن.
(قنا)