تزداد نسب الطلاق في السعودية إلى مستويات مقلقة، فيما يعتبر البعض أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي. وهو ما يحذر منه رجال دين ومختصون اجتماعيون، خصوصاً مع ما يحمله الطلاق من مشاكل اجتماعية
أثارت تقارير رسمية صادرة عن وزارة العدل السعودية القلق لدى الخبراء. فقد أكدت الوزارة على استمرار ارتفاع نسب الطلاق في السعودية إلى مستويات غير مسبوقة تهدد استقرار الأسر، وتنذر بأزمة اجتماعية خطيرة.
أشارت التقارير الرسمية إلى أنّ مركز المعلومات الوطني سجل 132 ألفاً و467 عقد زواج عام 2015، و27 ألفاً و209 حالات طلاق، أي بنسبة 20.5 في المائة من الزيجات.
الأخطر في التقرير أنّ حالات الطلاق للزيجات الحديثة ارتفعت بنسبة كبيرة، فقد سجلت 7.75 حالات طلاق في الساعة الواحدة. وتجاوزت نسب الطلاق هذا العام نظيرتها عام 2014، والتي بلغت 19.2 في المائة وكانت نسبة كبيرة بدورها.
يتهم خبراء اجتماعيون ورجال دين مواقع التواصل الاجتماعي بالوقوف وراء ارتفاع نسب الطلاق. ويؤكد مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أنّ "مواقع التواصل تؤدي إلى الشقاق والنزاع والفرقة بين الزوجين. وتدمّر الحياة الزوجية وتشتت العائلات". كما يشير إلى أنّ "أداء كلّ من الزوجين حقوقه تجاه الآخر يشكل ضمانة لاستقرارنا الأسري وطمأنينتنا الاجتماعية".
من جهته، يصادق رئيس مكتب الإرشاد الأسري جابر الشمري على تحذيرات المفتي. ويؤكد أنّ انتشار الأجهزة الذكية زاد من الابتعاد بين الأزواج، ومن حالات الخيانة والشكوك، وبالتالي ارتفعت نسبة الطلاق.
يقول لـ "العربي الجديد": "حذرت أكثر من مرة من أنّ انتشار الأجهزة الذكية وخروج المرأة من بيتها، وعملها سيزيد من حالات الطلاق، وهذا ما يحدث الآن. في كلّ عام ترتفع نسبة الطلاق بنحو 1.5 في المائة، وهي نسبة خطيرة جداً، ومرشحة للارتفاع عاماً بعد عام". يتابع: "لم يعد الأزواج يتحملون مسؤولياتهم، ولم تعد الزوجات يقمن بواجباتهن، فكثرت الخلافات. التربية كانت تعاني في الأساس من الخلل، فكانت النتيجة أزواجاً لا يتحملون المسؤولية ويتخذون قرار الطلاق عند أول خلاف. والدليل أن أكثر من ثلثي حالات الزواج في السعودية تنتهي في عامها الأول بالطلاق".
تكشف قصة وقعت أخيراً في العاصمة الرياض عن مدى الاستهتار بالزواج لدى بعضهم. فمجرد نقاش دار بين مجموعة من الرجال في تطبيق "واتساب" حول تأييد أو معارضة تعدد الزوجات، انتهى بإجبار إحدى الفتيات على الزواج من أحدهم بموافقة والدها. احتدم الأخير في نقاش مع أحد أفراد المجموعة الذي أكد له أنّه سيذهب مع رأيه في تأييد تعدد الزواج بشرط السماح له بالزواج من ابنته. الغريب أنّ الأب وافق على الاقتراح كنوع من التحدي ولبى طلب الصديق بالزواج من ابنته الجامعية، وأجبر الأب الشابة التي لا تتجاوز 22 عاماً على القبول بالرجل كزوجة ثانية، فقط لكي لا يجد نفسه محرجاً أمام أصدقائه. وبذلك، قضى على مستقبل ابنته العلمي، وكذلك لم يهتم بمشاعرها ورأيها في الزواج من عدمه.
مثل هذه المواقف تزيد حالات الطلاق بحسب الخبير الاجتماعي فهد الرشيد الذي يشدد على "وجود استهتار كبير حتى من الآباء في موضوع الزواج". يقول لـ"العربي الجديد": "منذ سنوات ونحن نشاهد أرقاماً صادمة تؤكد ارتفاع عدد حالات الطلاق، لكنّ أحداً لا يتحرك. المشكلة تكمن بالدرجة الأولى في طريقة الزواج التقليدي في السعودية، فمعظم الآباء لا يكلفون أنفسهم السؤال عن الزوج، وهو ما يوقع بناتهم مع رجال سيئين لا يترددون في طلاقهن. والدليل على ذلك قصة الأب الذي زوج ابنته من دون موافقتها، لكي لا يقع في الحرج أمام أصدقائه".
يتساءل الرشيد: "ألهذه الدرجة وصلنا في الاستهتار بحياة بناتنا؟ لا بدّ من تحرك جاد، لوضع حلول لهذه المشكلة، فهي تتضاعف عاماً بعد عام، وفي كلّ مرة يكون هناك ارتفاع في حالات الطلاق، حتى بات لدينا نحو ثماني حالات طلاق في الساعة الواحدة".
يشدد الرشيد على أنّ "الضرر يتجاوز الزوج والزوجة، فيطاول الأطفال الذي ينشؤون في أسر مفككة، مع ما يؤدي إليه ذلك من ضرر في سلوكهم وثقتهم بأنفسهم". يتابع: "كثير من السعوديين يفضلون الإنجاب سريعاً، قبل التأكد من استمرار الزواج من عدمه. ولدى اتخاذ قرار الطلاق لا يكون هناك تفكير جدي في مستقبل هؤلاء الأطفال، فيتخذ الطلاق باستعجال، وتكون النتيجة عائلات مفككة".
يستدل الرشيد بقصة وقعت في الرياض أيضاً في الفترة الأخيرة: "طلق زوج زوجته في ليلة الزفاف، بسبب اعتراضها على شعره الطويل وطلبها منه أن يقصّره، فكان رده: لست أنا من تفرض زوجته رأيها عليه". يضيف: "أمام مثل هذه العقليات، لن نستغرب لو وصلت حالات الطلاق في العام المقبل إلى عشر في الساعة الواحدة".
اقرأ أيضاً: تراجع معدلات زواج السعوديين من الأجانب
أثارت تقارير رسمية صادرة عن وزارة العدل السعودية القلق لدى الخبراء. فقد أكدت الوزارة على استمرار ارتفاع نسب الطلاق في السعودية إلى مستويات غير مسبوقة تهدد استقرار الأسر، وتنذر بأزمة اجتماعية خطيرة.
أشارت التقارير الرسمية إلى أنّ مركز المعلومات الوطني سجل 132 ألفاً و467 عقد زواج عام 2015، و27 ألفاً و209 حالات طلاق، أي بنسبة 20.5 في المائة من الزيجات.
الأخطر في التقرير أنّ حالات الطلاق للزيجات الحديثة ارتفعت بنسبة كبيرة، فقد سجلت 7.75 حالات طلاق في الساعة الواحدة. وتجاوزت نسب الطلاق هذا العام نظيرتها عام 2014، والتي بلغت 19.2 في المائة وكانت نسبة كبيرة بدورها.
يتهم خبراء اجتماعيون ورجال دين مواقع التواصل الاجتماعي بالوقوف وراء ارتفاع نسب الطلاق. ويؤكد مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أنّ "مواقع التواصل تؤدي إلى الشقاق والنزاع والفرقة بين الزوجين. وتدمّر الحياة الزوجية وتشتت العائلات". كما يشير إلى أنّ "أداء كلّ من الزوجين حقوقه تجاه الآخر يشكل ضمانة لاستقرارنا الأسري وطمأنينتنا الاجتماعية".
من جهته، يصادق رئيس مكتب الإرشاد الأسري جابر الشمري على تحذيرات المفتي. ويؤكد أنّ انتشار الأجهزة الذكية زاد من الابتعاد بين الأزواج، ومن حالات الخيانة والشكوك، وبالتالي ارتفعت نسبة الطلاق.
يقول لـ "العربي الجديد": "حذرت أكثر من مرة من أنّ انتشار الأجهزة الذكية وخروج المرأة من بيتها، وعملها سيزيد من حالات الطلاق، وهذا ما يحدث الآن. في كلّ عام ترتفع نسبة الطلاق بنحو 1.5 في المائة، وهي نسبة خطيرة جداً، ومرشحة للارتفاع عاماً بعد عام". يتابع: "لم يعد الأزواج يتحملون مسؤولياتهم، ولم تعد الزوجات يقمن بواجباتهن، فكثرت الخلافات. التربية كانت تعاني في الأساس من الخلل، فكانت النتيجة أزواجاً لا يتحملون المسؤولية ويتخذون قرار الطلاق عند أول خلاف. والدليل أن أكثر من ثلثي حالات الزواج في السعودية تنتهي في عامها الأول بالطلاق".
تكشف قصة وقعت أخيراً في العاصمة الرياض عن مدى الاستهتار بالزواج لدى بعضهم. فمجرد نقاش دار بين مجموعة من الرجال في تطبيق "واتساب" حول تأييد أو معارضة تعدد الزوجات، انتهى بإجبار إحدى الفتيات على الزواج من أحدهم بموافقة والدها. احتدم الأخير في نقاش مع أحد أفراد المجموعة الذي أكد له أنّه سيذهب مع رأيه في تأييد تعدد الزواج بشرط السماح له بالزواج من ابنته. الغريب أنّ الأب وافق على الاقتراح كنوع من التحدي ولبى طلب الصديق بالزواج من ابنته الجامعية، وأجبر الأب الشابة التي لا تتجاوز 22 عاماً على القبول بالرجل كزوجة ثانية، فقط لكي لا يجد نفسه محرجاً أمام أصدقائه. وبذلك، قضى على مستقبل ابنته العلمي، وكذلك لم يهتم بمشاعرها ورأيها في الزواج من عدمه.
مثل هذه المواقف تزيد حالات الطلاق بحسب الخبير الاجتماعي فهد الرشيد الذي يشدد على "وجود استهتار كبير حتى من الآباء في موضوع الزواج". يقول لـ"العربي الجديد": "منذ سنوات ونحن نشاهد أرقاماً صادمة تؤكد ارتفاع عدد حالات الطلاق، لكنّ أحداً لا يتحرك. المشكلة تكمن بالدرجة الأولى في طريقة الزواج التقليدي في السعودية، فمعظم الآباء لا يكلفون أنفسهم السؤال عن الزوج، وهو ما يوقع بناتهم مع رجال سيئين لا يترددون في طلاقهن. والدليل على ذلك قصة الأب الذي زوج ابنته من دون موافقتها، لكي لا يقع في الحرج أمام أصدقائه".
يتساءل الرشيد: "ألهذه الدرجة وصلنا في الاستهتار بحياة بناتنا؟ لا بدّ من تحرك جاد، لوضع حلول لهذه المشكلة، فهي تتضاعف عاماً بعد عام، وفي كلّ مرة يكون هناك ارتفاع في حالات الطلاق، حتى بات لدينا نحو ثماني حالات طلاق في الساعة الواحدة".
يشدد الرشيد على أنّ "الضرر يتجاوز الزوج والزوجة، فيطاول الأطفال الذي ينشؤون في أسر مفككة، مع ما يؤدي إليه ذلك من ضرر في سلوكهم وثقتهم بأنفسهم". يتابع: "كثير من السعوديين يفضلون الإنجاب سريعاً، قبل التأكد من استمرار الزواج من عدمه. ولدى اتخاذ قرار الطلاق لا يكون هناك تفكير جدي في مستقبل هؤلاء الأطفال، فيتخذ الطلاق باستعجال، وتكون النتيجة عائلات مفككة".
يستدل الرشيد بقصة وقعت في الرياض أيضاً في الفترة الأخيرة: "طلق زوج زوجته في ليلة الزفاف، بسبب اعتراضها على شعره الطويل وطلبها منه أن يقصّره، فكان رده: لست أنا من تفرض زوجته رأيها عليه". يضيف: "أمام مثل هذه العقليات، لن نستغرب لو وصلت حالات الطلاق في العام المقبل إلى عشر في الساعة الواحدة".
اقرأ أيضاً: تراجع معدلات زواج السعوديين من الأجانب