وتأتي مبادرة بني أرشيد، التي لم يكشف عن تفاصيلها، في وقت تعيش فيها الحركة الإسلامية جملة من التحديات، التي باتت تؤثر على وحدتها وقوتها، أبرزها الانشقاق الذي عاشته مطلع مارس/آذار الماضي، عندما رخصت السلطات الأردنية جمعية سياسية هي "جمعية جماعة الإخوان المسلمين"، يتزعمها قادة مفصولون من الجماعة التاريخية. وهي الجمعية التي تعتبرها السلطات الممثل الشرعي لإخوان الأردن، إضافة إلى الأزمة التي يعيشها حالياً حزب "جبهة العمل الإسلامي"، والتي ترجمت أخيراً باستقالة 400 من منتسبيه.
وأفرجت السلطات الأردنية، عن بني أرشيد، فجر اليوم الاثنين، بعد أن انتهت مدة محكوميته البالغة سنة ونصفاً، الصادرة عن محكمة أمن الدولة العسكرية في 15 فبراير/شباط الماضي، بعد إدانته بـ"القيام بأعمال من شأنها تعكير صفو علاقات المملكة مع دولة أجنية، المنصوص عليها في قانون منع الإرهاب"، على خلفية منشور كتبه على صفحته في موقع "فيسبوك" انتقد فيه بشدة "قائمة الإرهاب التي أعلنتها دولة الإمارات العربية".
وقال مصدر أمني، إنّ "الإفراج عن بني أرشيد، فجراً وتوصيله إلى منزله جاء لمنع جماعة الإخوان المسلمين من تنفيذ فعاليات احتفالية عند بوابة السجن". وكانت الجماعة قد أعلنت نيتها استقبال بني أرشيد عند مدخل السجن لحظة الإفراج، ودعت كوادرها إلى التواجد.
كذلك، شدد بني أرشيد، في كلمة ألقاها في حفل الاستقبال الذي أقامته له الجماعة على ضرورة "عدم هدر الوقت والطاقة والإمكانيات وتكاتف جهود الأحرار لمواصلة الإصلاح"، قائلاً: "لم يعد المشهد الأردني بحاجة اليوم إلى تضييع الوقت بعدما أصبح مشبعاً ومتخماً بالجراح وسوء الإدارة".
كما أبدى بني أرشيد، حماسة لمواصلة طريق الإصلاح الذي رسم ملامحه بضرورة المشاركة في صناعة القرار والإعلاء من مكانة الوطن فعلاً لا قولاً، منتقداً وتيرة مسيرة الإصلاح الرسمي في الأردن، قائلاً: "نسمع جعجعة لا نرى طحناً".
من جهته، أكّد المراقب العام للجماعة، همّام سعيد، أن زكي خرج من السجن أشد عزيمة وأكثر ثقة من السابق، قائلاً: "السجن لا يمكن أن يسكت صوت الحق، ولا أن يغير القناعات".
وشدّد سعيد، على أن جماعته في طليعة المنادين بالإصلاح في الأردن، وأنها "لن تخشى لومة لائم ولا سجن طاغية".
اقرأ أيضاً: مراقب "إخوان" الأردن لـ"العربي الجديد": دور جماعتنا لم ينحسر