الأرض بتتكلم عَرَبي

11 نوفمبر 2014
+ الخط -
لم تحظَ أفلام ماريزا غرغور بعروض لائقة، تتناسب مع الجهد الأرشيفي الكبير الذي كانت تبذله عند إنجاز كلّ فيلم من أفلامها. ابنة يافا البارّة المختصّة بتوثيق حياة الفلسطينيين ما قبل النكبة، أنجزت سبعةَ أفلام توثيقية عن فلسطين.

من أهمّ أفلامها الأرض بتتكلم عربي (2007) الذي يوثّق قدوم الحركة الصهيونية إلى فلسطين: "كانت لدينا حياة جميلة، إلى أن قدمَتِ الصهيونية. ثمّ بدأ كلّ شيء. كانت فكرة الصهيونية تقول إنهم يريدون مسكنًا يهوديًا في فلسطين. مسكن، لا دولة. وكانت ميليشيات الصهيونية شديدة القوّة وعدوانيةً جدًا مع الشعب الفلسطيني". 

الفيلم مبنيٌ بشكلٍ رئيسٍ على تعليقات القادة الصهاينة عن الوثائق السمعيّة البصرية غير المنشورة، وصحافة ذلك العصر، والوثائق الديبلوماسيّة الغربية المتقاطعة مع شهادات الأشخاص الذين عاصروا تلك الفترة. والخيطُ التاريخيّ الجامع لكلّ هذا، يقوم به المؤرخ نور مصالحة.
 
يمثّل فيلم "الأرض بتتكلم عربي" تقاطعًا ما بين نظرتي المؤرّخ والسينمائية، من أجل جلاء الحقيقة الحارقة؛ تطهير الصهاينة لأرض فلسطين وطرد السكّان الفلسطينيين منها، وسلبها منهم.
 
في فيلمها "الأرض بتتكلم عربي"، كانت المدن الثلاث يافا وبيت لحم والقدس حاضرة كذلك، بيد أن ثمة اختلافًا جوهريًا أصاب المكان، تقول ماريزا رابطةً بينه وبين الفيلم الفائز بذهبية مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيليّة: "عملتُ في فيلمي السابق على القدس ويافا وبيت لحم.

اليوم تغيرت أحوال هذه المدن الثلاث، ففي فترة ما قبل النكبة ، كانت كلّها تؤلف جزءًا من البلد نفسه، لم تكن مقسّمة. أما اليوم فبيت لحم في الأراضي المحتلّة، ولا نعرف تماما وضع القدس قانونيًا، أمّا يافا فغدت في إسرائيل. تغيّرت المدينة كليّا وأضحت كل الأسماء فيها عبرية".

جديرٌ بالذكر أنّه سبق لهذا الفيلم أن عُرض في مقر جامعة الدول العربية، وفي فرنسا وبلجيكا. وأثار الكثير من الجدل، إذ طالبت جماعات يهودية متطرّفة بمنعِه باعتباره معاديًا للساميّة. وعُرض لمرّة واحدة في المركز الثقافي الفرنسي الألماني في رام الله.

د.ش.
المساهمون