تتفاعل تحركات "المقاومة" ضد مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في مأرب ومحيطها مع تزايد المواجهات لتحرير المحافظة كلياً من سيطرة المليشيات. وتأتي هذا التطورات الميدانية فيما يسعى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إلى نقل صورة الأوضاع والحرب التي تشنّها المليشيات، إلى الأمم المتحدة، إذ غادر هادي أمس الأحد عدن متوجّهاً إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكرت وكالة "سبأ" التابعة للحكومة، أن هادي سيُلقي "خطاباً أمام الجمعية العامة يستعرض فيه تطورات الأوضاع في اليمن وما تشهده مختلف المحافظات من آثار وتداعيات الحرب الهمجية، التي شنتها مليشيات الحوثين وصالح الانقلابية وتجاهلهم القرارات الدولية".
واستبق هادي وصوله إلى نيويورك بدعوة "الطرف الانقلابي لإنهاء مظاهر الانقلاب وتسليم السلاح والجلوس إلى طاولة الحوار لتنفيذ القرار 2216". وأعلن هادي في رسالة وجّهها إلى الملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، ترحيبه "بالدعوة التي يتبناها المجتمع الدولي لإنهاء الانقلاب في اليمن، من خلال التطبيق الكامل والفعلي للقرار 2216"، كما أكد انفتاحه "على كافة جهود الحل السياسي التي يدعم المجتمع الدولي الوصول إليها".
ميدانياً، شكّل أهالي منطقة بيحان، شمال غرب شبوة، بحدودها مع محافظة مأرب، التي لا تزال المليشيات تحتلها منذ ستة أشهر، مجلساً أهلياً لمواجهة مليشيات الحوثيين وصالح. وكانت قوات من الجيش، الموالي للشرعية، قد توجّهت إلى محافظة شبوة، استعداداً لاستعادة السيطرة على مديرية بيحان، وتحريرها من المليشيات، ضمن عملية عسكرية تقوم بها قوات الشرعية، وبدعم من التحالف لتحرير ما تبقى من مناطق في شبوة ومأرب وصولاً إلى الجوف والبيضاء. وتُعدّ منطقة بيحان أحد عوائق تقدّم قوات الشرعية والتحالف في مأرب.
اقرأ أيضاً: هادي يغادر عدن إلى أميركا وغارات بإب وصنعاء
وتشهد مناطق شمال غرب مأرب أعنف المواجهات، واشتدت وتيرتها خلال الساعات الأخيرة، بعد شن قوات الشرعية والتحالف عملية عسكرية كبيرة، تستهدف استعادة السيطرة على صرواح وسد ومأرب، وسط أنباء عن تجاوز عدد قتلى المليشيات المائة قتيل.
وشاركت مقاتلات التحالف بكثافة في المعركة الدائرة في شمال غرب مأرب، وأدت طائرات "الأباتشي" دوراً فاعلاً في المعارك والتقدّم الحاصل لقوات الشرعية والتحالف.
في موازاة ذلك، شنّت مقاتلات التحالف غارات عدة على مواقع الحوثيين وقوات صالح، في محافظة البيضاء، وركزت بشكل كبير على استهداف اللواء 26 ميكا حرس جمهوري، في منطقة السوادية. يأتي ذلك بعد أنباء عن تمكّن المليشيات من نقل منصات إطلاق صواريخ إلى اللواء 26 في محافظة البيضاء، لاستهداف عدن ومأرب.
وفي التطورات الميدانية أيضاً، قصفت "المقاومة" تجمعات للمليشيات في منطقة السبرة بمحافظة إب، أثناء محاولات المليشيات مهاجمة مناطق شمال غرب قعطبة في الضالع. كما استهدف التحالف مقر "كلية المجتمع" في مدينة يريم بمحافظة إب، وضواحي صنعاء، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن سكان ومسعفين قولهم إن غارات جوية شنتها طائرات مروحية تابعة للتحالف أمس، أدت إلى مقتل 25 مدنياً في قرية بني زيلع بشمال غرب اليمن.
يأتي هذا فيما لم يُحسم حتى الآن قرار تعيين محافظ جديد لعدن، في ظل استمرار الخلافات حول الاسماء، وبرز أخيراً اسم القائد الميداني لـ"المقاومة الجنوبية" في الضالع، عيدروس الزبيدي، كمرشح جديد لهذا المنصب، بعد أنباء تحدثت عن لقاء جمعه بهادي قبيل مغادرة الأخير إلى نيويورك.
اقرأ أيضاً: غارات لـ"التحالف" في صنعاء وتواصل المعارك بمأرب