الأسير محمود جبارين حرّاً بعد 30 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي

أم الفحم

ناهد درباس

ناهد درباس
10 أكتوبر 2018
74705169-784A-4A19-96C6-67F6338A1019
+ الخط -


تستمر وفود المهنئين بالوصول باكراً منذ خمسة أيام على التوالي إلى حيّ الجبارين القديم في مدينة أم الفحم، لتهنئة الأسير المحرر محمود عثمان جبارين ابن الـ55 عاماً بالإفراج عنه. وتستقبل عائلته الوافدين برحابة صدر وتقدم البقلاوة والقهوة.

واستقبلت الحشود بالآلاف الأسير المحرر الملقب بأبو حلمي يوم خروجه الأحد الماضي، سيراً على الأقدام، بعد أن أمضى ثلاثين عاماً في سجون الاحتلال، وكان عمره 25 عاما.

ويعتُبر محمود جبارين أحد عمداء الأسرى، واعتُقل يوم 8 أكتوبر/ تشرين الثاني 1988. وحكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بالسجن المؤبد بتهمة "الانتماء إلى فصائل المقاومة وتنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع إسرائيليّة". كذلك قال شقيق الأسير محمود جبارين: "نيلسون مانديلا بقي في السجن 27 عاماً، وأخي أمضى أكثر منه بثلاث سنوات".

وخاض الأسير المحرر أبو حلمي جميع الإضرابات عن الطعام ومعارك الأمعاء الخاوية التي أعلنتها الحركة الأسيرة في السجن، من إضرابات سياسية أو مطلبية لتحسين ظروف الأسرى. وهو كغيره من الأسرى الفلسطينيين لا ينسى رفاقه وإخوته في الأسر الذين تركهم خلفه في السجون الاحتلال الإسرائيلي.

أنهى محمود جبارين تعليمه الثانوي في مدينة أم الفحم ونال داخل السجن لقباً أول (بكالوريوس) في العلوم السياسية، ولقباً أول إضافياً في الإعلام والصحافة.

الفرحة بخروج الأسير بعد 30 عاماً في المعتقل (العربي الجديد) 


وفي حديث مع الأسير محمد جبارين في بيته بأم الفحم عن وضعية وخصوصية أسرى فلسطينيي الداخل قال لـ"العربي الجديد": "هناك ظلم قائم تجاه أسرى الداخل، خاصة من قبل إسرائيل. لأنها تتعامل معنا كوننا أصحاب هويات زرقاء؛ بأننا مواطنون لديها. فتستثنينا من جميع المفاوضات وفي كل الصفقات التي حصلت مع إخواننا وأهلنا وشعبنا الفلسطيني في مناطق 67 ولا أسير من الداخل أطلق سراحه في المفاوضات".



وأوضح أنه في "مسألة صفقات التبادل أطلق سراح خمسة أسرى من 150 أسيراً من الداخل الفلسطيني بشق الأنفس، وهذا إجحاف بحقنا نحن أسرى الداخل. لكن نحن الأسرى في داخل السجون مع إخواننا من مناطق 67 من غزة أو الضفة الغربية أو القدس أو إخوان الفلسطينيين من الدول العربية كلنا إخوة. ولكن عندما تأتي صفقة التبادل وإطلاق سراح الأسرى يقع إجحاف ويخرجونا من كل تسوية وصفقة تبادل".

وتابع جبارين "حتى هذه الساعة ما زال هناك أسرى من الداخل، أمثال عمداء الأسرى كريم يونس وماهر يونس والأخ الكبير إبراهيم البيادسة، وأخي محمد جبارين أبو إياد، ومحمد وإبراهيم ويحيى وعبد الله إغبارية، ووليد دقة، ورشدي وصالح أبو مخ. وهؤلاء الأسرى وصلت سنوات سجنهم إلى ما بين 34 و36 عاماً وننتظر لحظة إطلاق سراحهم".

خرج إلى الحرية ويفتقد رفاق السجن والأسرى (العربي الجديد) 

وأضاف جبارين "أتمنى أن يطلق سراح أسرانا الصغار"، مشيراً إلى "التفرقة التي تتبعها إسرائيل وتدل على سياستها العنصرية، بين إخواننا في المناطق 67 أو في الشتات والداخل ونحن شعب واحد. إسرائيل ما زالت تميز بين الجميع. نحن نقول للعالم أجمع إننا أولاد شعب واحد إن شاء الله، ونحن باقون في هذه الأرض وعلى الحق ثابتون وبهذه الأرض نحن منغرزون. ونحن سكان الأصليون، وهذه فلسطين بلادنا".

وعن كسر الروتين في السجن على مدار 30 عاماً قال: "من أجل قتل الروتين على مدار ثلاثة عقود من الزمان وتذليل الصعوبات أمامنا، كان من الضروري جداً أن يثقف الإنسان ذاته ويمشي في المسار الصحيح ويكون مع إخوانه ومع الفصائل الفلسطينية، وألا يتعنصر (من عنصرية) ويقول أنا مع هذه الفئة أو تلك.

كانت رحلة صعبة وفيها مشقة وقسوة. وكان اكتظاظ الأسرى في الغرفة أمراً صعباً أيضاً. الحمد الله خرجنا من السجن "رافعين راسنا"، وكما قال الشاعر، خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسود من غابها، نمرّ على شفرات السيوف ونأتي المدينة من بابها".

ويحمد ربه على وجوده اليوم بين الأهل والأحبة، وقال: "رغم أن الفرحة كبيرة مع إخواني، لكن ينقصها وجود الوالدة التي فقدناها قبل تسعة أشهر من إطلاق سراحي. ونحن نسأل الله العلي القدير أن يدخلها جنات الخلد".

وعن مقولة السجن يبقى بداخل الأسير حتى لو خرج منه، أجاب: "صحيح السجن يبقى معي، نحن عشنا في قلب العذاب وأكبر اكتظاظ، فالسجون ليست رحلة بسيطة. في السجن ضروري جداً مقارعة مصلحة السجون وإدارة السجون حتى نتلقى حياة كريمة. فأغلب إضراباتنا عن الطعام كانت لتحصيل أمور أساسية للإنسان. إذ كل إنجاز حصلنا عليه بالسجن نلناه بحق وجدارة لحياة كريمة للأسرى".

وأوضح أن "ظروف الأسرى لم تتحسن داخل السجن، وهناك تراجع مستمر في الحركة الأسيرة، خاصة بعد الانقسام بين فتح وحماس، كل هذا انعكس على داخل السجون، ونطلب إنهاء هذا الجرح".

ينتقد عدم شمول الأسرى من فلسطين الداخل في صفقات التبادل (العربي الجديد) 


أما الأسير المحرر محمد أحمد جبارين من أم الفحم، الذي اعتقل بنفس التهمة مع الأسير أبو حلمي وسجن معه 23 عاماً، قال: "أطلق سراحي بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول في صفقة شاليط عام 2011. نحن أسرى الداخل مظلومون، كل صفقات مفاوضات السلام لم يخرج بنتيجتها أي مناضل من أسرى الـ 48. ووضعنا بعد اتفاقية أوسلو أسوأ وخاصة الأسرى الذين دخلوا السجن قبل الاتفاقية".

وتابع "حين خرجت من السجن بقى جزء مني داخله، لأن أخي محمود جبارين بقي في الأسر. نحن كنا مع بعض 23 سنة في السجن، فعشت معه أكثر من إخوتي وأبنائي. فأنا ممنوع من دخول الضفة الغربية وممنوع أن أسافر إلى الخارج، ومسجون في أم الفحم".

وينتقد الأسير المحرر محمد أحمد جبارين ويقول: "أنا خرجت من السجن عام 2011، ولا يوجد حزب ولا مؤسسة ترعى تأهيل السجين بعد خروجه من السجن، هناك تقصير وهذا أمر ليس بسيطاً".

ذات صلة

الصورة
أبو خديجة يسعى للعودة إلى الملاعب رغم الغياب الطويل (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى لاعب منتخب فلسطين الأول لكرة القدم أحمد أبو خديجة (28)، الذي تحرّر من سجون الاحتلال في 31 أكتوبر الماضي بعد 20 شهراً من الاعتقال، تجربته في المعتقل.

الصورة
إضراب في نابلس شمالي الضفة حداداً على هنية 31/7/2024 (زين جعفر/فرانس برس)

سياسة

عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، تنديدا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة على مقر إقامته في طهران.
الصورة
مؤتمر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، 7 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

افتتح حزب التجمّع الوطني الديمقراطي في الداخل الفلسطيني، اليوم الجمعة، أعمال اليوم الأول من مؤتمره الثامن تحت عنوان "القضية قضيتنا" في مدينة شفاعمرو
الصورة
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة في حيفا (العربي الجديد)

سياسة

اعتدت الشرطة الإسرائيلية على المتظاهرين الذين شاركوا مساء اليوم الاثنين في وقفة احتجاجية في حيفا بالداخل الفلسطيني تنديداً بالمجزرة الجديدة في رفح