الأفاعي والعقارب تهدّد نازحي مخيّم التح في إدلب

05 يوليو 2020
قلق دائم في المخيّمات العشوائية (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -

صعبة هي ظروف النازحين السوريين في المخيّمات المنتشرة بمحافظة إدلب، شمال غربي سورية، مع ارتفاع درجات الحرارة ومعاناتهم نقصاً في المساعدات الإنسانية المقدّمة لهم، خصوصاً في المخيّمات العشوائية التي لم تحصل منذ إنشائها على خيام أو سلال غذائية والتي تنعدم فيها سبل الوقاية من الأفاعي والعقارب التي تكثر مع ارتفاع درجات الحرارة مهدّدة القاطنين في تلك المخيّمات.

على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الشمال من مدينة إدلب، وبالقرب من بلدة معرّة مصرين، يقع مخيّم أهل التح الذي سُمّي كذلك نسبة إلى سكانه من نازحي بلدة التح (جنوبي إدلب)، وقد تسبّبت الأفاعي بحالة من الهلع. يتحدّث مدير المخيّم عبد السلام يوسف لـ"العربي الجديد" عن الواقع فيه، مشيراً إلى أنّ "المخيّم عشوائي تقيم فيه نحو 220 أسرة نازحة، أي ما يقارب 1700 شخصاً. والمخيّم المحروم من كلّ شيء انتشرت فيه مع بداية فصل الصيف العقارب والأفاعي التي تسبّبت في لدغ أطفال وأشخاص كبار في السنّ".

يضيف يوسف: "أطلقنا أخيراً حملة على مواقع التواصل الاجتماعي مع بدء موجة الحرّ الشديدة التي تضرب المنطقة، ناشدنا من خلالها المنظمات الإنسانية مساعدة النازحين في المخيّم. وقد طالب المقيمون فيه بتأمين عوازل حرارية لخيامهم المهترئة وتوفير ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات والمراوح". ويتابع يوسف  أنّ "النازحين في المخيّم يعيشون فقراً شديداً ومأساة لا توصف. وبصفتي مديراً للمخيّم، تواصلت مع منظمات إنسانية عدّة وطالبناها بالتوجّه إلى المخيّم والاطلاع على واقع الناس فيه وكيف يعيشون وسط انتشار الافاعي والعقارب في ظلّ موجة الحرّ"، لافتاً إلى أنّ "الناس خرجوا يوم أمس السبت إلى الأراضي الزراعية المجاورة للمخيّم للاحتماء من القيظ تحت الأشجار، بعدما سجّلت حالات إغماء بين الصغار والمتقدمين في السنّ بسبب هذه الموجة".

ويوضح يوسف أنّهم ناشدوا المنظمات الإنسانية الالتفات إلى واقع المخيّم الذي يفتقر إلى الدعم وسط فقر شديد، قائلاً "أطلقنا حملة قبل نحو 15يوماً لتأمين الخبز للنازحين في المخيّم، وأطلقنا حملة أخرى لتأمين الخيام بدلاً من تلك المهترئة". ويذكر أنّ "المخيّم أنشئ في 23 سبتمبر/ أيلول من عام 2019 بجهود خاصة، ولم تساهم أيّ منظمة أو جمعية في تأمين خيام أو ما شابه ذلك للنازحين، ولم يستفد سكانه من أيّ مساعدات".

وحال مخيّم التح تشبه حال مخيّمات نزوح أخرى كثيرة حيث الظروف المعيشية الصعبة تحاصر سكانها إلى جانب موجة الحرّ. تقول سميّة المقيمة في مخيّم الساروت في محافظة إدلب لـ"العربي الجديد" إنّ "الخيمة التي نقيم فيها تتحوّل عند الظهيرة إلى فرن، فيتصبّب الجميع عرقاً فيما نبحث عن نسمة هواء من دون أن نجدها. يأتي ذلك ليُضاف إلى كلّ ما نعانيه من مصائب أخرى. حياتنا كنازحين عذاب حقيقي".

 

 

وقد أكّد فريق "منسقو استجابة سورية" أنّ معاناة النازحين تتواصل في المخيّمات المنتشرة شمال غربي سورية، وقد أحصى في أقلّ من 12 ساعة حريقاً في مخيّم عشوائي بالقرب من بلدة رام حمدان، وعشر حالات تسمّم بين أطفال مخيّم معمل اللبن بالقرب من بلدة كفر يحمول.

وأضاف الفريق أنّ طفلة فقدت حياتها بعد تعرّضها للدغة أفعى في مخيّم كفركرمين بريف حلب الغربي، مع الانتشار الكبير للحشرات والأفاعي والعقارب، فيما يعاني الأطفال وكبار السنّ في مخيّمات عشوائية كثيرة.