بينما كان العالم يركز على ما كانت ستؤول إليه أوضاع آلاف اللاجئين المتجمعين في المجر، كانت وزيرة دنماركية يمينية متشددة تمارس ما مارسته الصحافية المجرية بحق اللاجئ السوري عندما أوقعته أرضاً.
لكن انغا ستويبرغ (وزيرة الأجانب والدمج في حكومة أقلية اليمين بدعم المتشددين) اختارت التوجّه إلى لبنان مطلع الشهر الحالي، لنشر إعلانات مدفوعة مضمونها واضح: أيها اللاجئون لا تأتوا إلينا.
التجربة السيئة للوزيرة وداعميها من حزب الشعب الأكثر تطرفاً، وضعتها أمام مساءلة من قبل وسائل إعلام محلية كالتلفزيون الدنماركي الذي نقل ردود أفعال اللبنانيين: "نعتقد بأنه على الدنمارك أن تأخذ المزيد من اللاجئين كما نفعل نحن في لبنان...". ثم، في 18 سبتمبر/أيلول قرر "أمين الرقابة" (الأومبوسمان) في البرلمان الدنماركي فتح تحقيق بما أقدمت عليه الوزيرة مع وسائل إعلام لبنانية، لفحص الخرق القانوني والالتزامات تجاه اللاجئين.
ستويبرغ بررت اختيار صحف لبنان في حملة التخويف بالقول: "الصحف اللبنانية التي اخترناها هي الأكثر قراءة في الشرق الأوسط...". وبينما يتّهم عدد من الدنماركيين الوزيرة وحزبها بتحويل البلاد إلى "مجر لايت"، في إشارة إلى التصرف المجري العدائي مع اللاجئين، برز "فيلم هوليوودي" من بطولة رئيس بلدية اشوتهولم المجرية لازلو تورشكاي.
رئيس البلدية المجري اختار التمثيل بنفسه في فيلم "أكشن" لدقيقتين وأربع ثوان معنوَن بـ: "رسالة إلى المهاجرين غير الشرعيين من المجر" (Message to illegal immigrants from Hungary). أراد إخبار اللاجئين عن قوانين بلاده السارية ما بعد الخامس عشر من هذا الشهر "حيث السجون والعقوبات والإبعاد ينتظر هؤلاء العابرين بشكل غير شرعي" وأن "حدود المجر من الآن فصاعدا محمية".
ما يحمله الفيلم من رسالة يعتبر حالة من الجنون برأي مراقبين وصحافيين، فرئيس البلدية يبدو كرامبو أو أي ممثل هوليوودي يشرح للاجئين بلغة هنغارية، مع ترجمة نصية كيف أنهم "سيلاحقون من الجيش" إذا ما دخلوا هنغاريا.
الملاحقة ستتم على الأحصنة وفي السيارات وعلى الدراجات الهوائية وفي طائرات الهيلوكوبتر. الموسيقى التصويرية التي يراد من الشريط القصير بث حالة تشويق ورعب تصلح لفيلم من الدرجة الثانية والثالثة. فالشرطي الذي يغلق باب السيارة لا بد أن يظهر على ساعده المفتول "التاتو" لزوم إظهار القوة.
فيلم ينتهي فيه رئيس بلدية واضعاً يديه في جيبيه، وفارداً ساقيه بحالة استعداد، ومرتدياً نظارة شمسية سوداء كالتي يرتديها رجال الأفلام التي تعبر عن سيطرة العصابات على شوارع الغرب الأميركي المتوحش. ثم وبعد وقفة الاستعداد يطلق حازماً بعد أن ترعبنا موسيقى فيلمه، رسالته للاجئين مع خارطة لأوروبا توضح كيفية عبور هؤلاء اللاجئين إلى ألمانيا: "إذا كنت مهاجراً غير شرعي وأردت الذهاب إلى ألمانيا، فإن أقصر طريق هو من صربيا ثم عبر كرواتيا وسلوفينيا".
لا ينتهي رئيس البلدية عند ذلك الحد فهو يضيف محذراً: "لا تثقوا بالأكاذيب التي يطلقها مهربو البشر. هنغاريا اختيار سيئ لكم، إن اشوتهولم هي الأفظع" ينهي رئيس البلدية بصوت تخويفي حازم ومحذر.
اقرأ أيضاً: كيف تخترع قصصاً مزوّرة عن اللاجئين؟
لكن انغا ستويبرغ (وزيرة الأجانب والدمج في حكومة أقلية اليمين بدعم المتشددين) اختارت التوجّه إلى لبنان مطلع الشهر الحالي، لنشر إعلانات مدفوعة مضمونها واضح: أيها اللاجئون لا تأتوا إلينا.
التجربة السيئة للوزيرة وداعميها من حزب الشعب الأكثر تطرفاً، وضعتها أمام مساءلة من قبل وسائل إعلام محلية كالتلفزيون الدنماركي الذي نقل ردود أفعال اللبنانيين: "نعتقد بأنه على الدنمارك أن تأخذ المزيد من اللاجئين كما نفعل نحن في لبنان...". ثم، في 18 سبتمبر/أيلول قرر "أمين الرقابة" (الأومبوسمان) في البرلمان الدنماركي فتح تحقيق بما أقدمت عليه الوزيرة مع وسائل إعلام لبنانية، لفحص الخرق القانوني والالتزامات تجاه اللاجئين.
ستويبرغ بررت اختيار صحف لبنان في حملة التخويف بالقول: "الصحف اللبنانية التي اخترناها هي الأكثر قراءة في الشرق الأوسط...". وبينما يتّهم عدد من الدنماركيين الوزيرة وحزبها بتحويل البلاد إلى "مجر لايت"، في إشارة إلى التصرف المجري العدائي مع اللاجئين، برز "فيلم هوليوودي" من بطولة رئيس بلدية اشوتهولم المجرية لازلو تورشكاي.
رئيس البلدية المجري اختار التمثيل بنفسه في فيلم "أكشن" لدقيقتين وأربع ثوان معنوَن بـ: "رسالة إلى المهاجرين غير الشرعيين من المجر" (Message to illegal immigrants from Hungary). أراد إخبار اللاجئين عن قوانين بلاده السارية ما بعد الخامس عشر من هذا الشهر "حيث السجون والعقوبات والإبعاد ينتظر هؤلاء العابرين بشكل غير شرعي" وأن "حدود المجر من الآن فصاعدا محمية".
ما يحمله الفيلم من رسالة يعتبر حالة من الجنون برأي مراقبين وصحافيين، فرئيس البلدية يبدو كرامبو أو أي ممثل هوليوودي يشرح للاجئين بلغة هنغارية، مع ترجمة نصية كيف أنهم "سيلاحقون من الجيش" إذا ما دخلوا هنغاريا.
الملاحقة ستتم على الأحصنة وفي السيارات وعلى الدراجات الهوائية وفي طائرات الهيلوكوبتر. الموسيقى التصويرية التي يراد من الشريط القصير بث حالة تشويق ورعب تصلح لفيلم من الدرجة الثانية والثالثة. فالشرطي الذي يغلق باب السيارة لا بد أن يظهر على ساعده المفتول "التاتو" لزوم إظهار القوة.
فيلم ينتهي فيه رئيس بلدية واضعاً يديه في جيبيه، وفارداً ساقيه بحالة استعداد، ومرتدياً نظارة شمسية سوداء كالتي يرتديها رجال الأفلام التي تعبر عن سيطرة العصابات على شوارع الغرب الأميركي المتوحش. ثم وبعد وقفة الاستعداد يطلق حازماً بعد أن ترعبنا موسيقى فيلمه، رسالته للاجئين مع خارطة لأوروبا توضح كيفية عبور هؤلاء اللاجئين إلى ألمانيا: "إذا كنت مهاجراً غير شرعي وأردت الذهاب إلى ألمانيا، فإن أقصر طريق هو من صربيا ثم عبر كرواتيا وسلوفينيا".
لا ينتهي رئيس البلدية عند ذلك الحد فهو يضيف محذراً: "لا تثقوا بالأكاذيب التي يطلقها مهربو البشر. هنغاريا اختيار سيئ لكم، إن اشوتهولم هي الأفظع" ينهي رئيس البلدية بصوت تخويفي حازم ومحذر.
اقرأ أيضاً: كيف تخترع قصصاً مزوّرة عن اللاجئين؟