ما زالت اعتداءات ليلة رأس السنة بما فيها من تحرشات جنسية تعرضت لها العديد من النساء في مدينة كولن، غرب ألمانيا، حديث الرأي العام في البلاد. فالخوف من المهاجرين والأجانب يرافق أحاديث المواطنين، خصوصاً النساء والفتيات اللواتي أصبحن يبحثن عن أي وسيلة للحماية أثناء تجوالهن خوفاً من التعرض لأي اعتداء. جزء كبير من المجتمع الألماني بعد تلك الليلة لم يعد يشعر بالأمان. وقرر بعضهم أن يتجهز ليكون قادراً على حماية نفسه.
يظهر جزء من هذا الخوف في استمرار تواجد وسائل الإعلام الألمانية في محطة القطارات في كولونيا أمام الكاتدرائية. وما زال المراسلون يستطلعون المارة، خصوصاً الفتيات، حول هذا الخوف وفقدان الأمان لعلهم يصلون إلى نتيجة جديدة وتحليل جديد. فالتحقيقات حول تلك الليلة لم تنتهِ بعد وما زالت وسائل الإعلام تبحث عن متهم وعن ضحية تثبت فيها وجهة نظرها.
لم تعد الشرطة بالنسبة لهؤلاء الخائفين تكفيهم لكي يشعروا بالأمان. هم يطلبون وسائل دفاع ترافقهم أينما ذهبوا. بالإمكان ملاحظة أن النساء في كولن يشعرن بالخوف والخطر حتى لو كن ضمن مجموعة، فالشعور بالأمان ليلاً في شوارع المدينة لم يعد موجوداً كما في السابق لدى كثيرات، وهذا ما كان عليه الحال في احتفالات الكرنفال في الثاني عشر من فبراير/ شباط الجاري، حيث فضلت فتيات كثيرات عدم الخروج للاحتفال ليلاً. أخريات خرجن لكن بمرافقة رجل. وبعضهن قررن أن يلبسن ملابس طويلة علها تساعد في إبعاد أعين المتحرشين عنهن. في المقلب الآخر، رفضت نساء تقييد حرياتهن بالرغم من المخاطر.
لكن ما لم تشهده ألمانيا منذ زمن بعيد هو إقبال المزيد من المواطنين هذا العام بالذات على شراء الأسلحة للدفاع عن أنفسهم. الشرطة بدورها لا تجد ما يثير القلق حتى الآن. لكنّ الشعور بعدم الأمان كان سبباً في إقبال المواطنين على شراء أسلحة الدفاع عن النفس مثل غاز الفلفل وأجهزة الإنذار وغيرها، وبالتالي ارتفعت مبيعات هذه السلع. وبما أنّ القوانين في ألمانيا صارمة تجاه امتلاك سلاح ناري، فقد ارتفع الطلب على الأجهزة المسموح ببيعها. من ذلك غاز "سي. اس" ورذاذ الفلفل وأجهزة الإنذار البدني، ومصابيح الإضاءة المتوهجة التي يمكن أن تؤدي إلى عمى مؤقت لثلاث دقائق. كما لجأ آخرون إلى شراء المسدسات الصوتية التي يسمح بحملها خارج المنزل، والشرط الوحيد للحصول عليها أن يكون مقدم الطلب قد تجاوز السن القانوني. تقول سيمونا ريك: "اشتريت مسدساً صوتياً لابنتي التي تبلغ من العمر 21 عاماً، والتي تدرس في جامعة مدينة كولن، لأنني خائفة من تنقلها ليلاً بمفردها. لم أعد أشعر بالأمان إلا عند وصولها إلى المنزل بخير".
مع ذلك، فالعديد من دوائر الشرطة تحذر أيضاً من المسدسات الصوتية، فهي تبدو كأنها حقيقية، وقد تثير استفزاز الآخرين وتساهم في تأزم الوضع. لذلك لا تنصح بها الشرطة من أجل سلامة المواطنين. لكنّها في المقابل، لن تتدخل في انتشارها لأنّها ليست ممنوعة.
بدوره، يقول خبير وسائل الإعلام الاجتماعي فيليكس بايهاتس إنّ إجراءات البحث عن الأسلحة تبدأ من الإنترنت وهناك زيادة كبيرة قدرها "1000 % في ما يتعلق بالبحث عن الأسلحة في الإنترنت منذ بداية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. كان لوسائل التواصل الاجتماعي التأثير الأبرز في الإقبال على شراء الأسلحة بسبب موجات التحريض والتطرف والذعر التي سيطرت بعد اعتداءات كولن".
تخطت المسألة ذلك باتجاه الإقبال على دورات الدفاع عن النفس. تقول كاثرين هيلمان التي بدأت إحدى الدورات: "أريد أن ألقن الشخص الذي قد يحاول أن يعتدي عليّ درساً قاسياً. أريد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، لكن مع قدرة على حماية نفسي في الوقت عينه".
خوف وانعدام ثقة
يشير استطلاع للرأي أجرته شركة "دويتشلاندتريند" إلى أنّ 48 % من المشاركين أبدوا خوفهم من المهاجرين. كما قال 51 % من البالغين في العينة إنّهم لا يشعرون بالأمان لسياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة أنجيلا ميركل، ولا يثقون بأنّ بلادهم قادرة على مواجهة هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين.
اقرأ أيضاً: ورود مغاربية للألمانيات ترفض التعميم
يظهر جزء من هذا الخوف في استمرار تواجد وسائل الإعلام الألمانية في محطة القطارات في كولونيا أمام الكاتدرائية. وما زال المراسلون يستطلعون المارة، خصوصاً الفتيات، حول هذا الخوف وفقدان الأمان لعلهم يصلون إلى نتيجة جديدة وتحليل جديد. فالتحقيقات حول تلك الليلة لم تنتهِ بعد وما زالت وسائل الإعلام تبحث عن متهم وعن ضحية تثبت فيها وجهة نظرها.
لم تعد الشرطة بالنسبة لهؤلاء الخائفين تكفيهم لكي يشعروا بالأمان. هم يطلبون وسائل دفاع ترافقهم أينما ذهبوا. بالإمكان ملاحظة أن النساء في كولن يشعرن بالخوف والخطر حتى لو كن ضمن مجموعة، فالشعور بالأمان ليلاً في شوارع المدينة لم يعد موجوداً كما في السابق لدى كثيرات، وهذا ما كان عليه الحال في احتفالات الكرنفال في الثاني عشر من فبراير/ شباط الجاري، حيث فضلت فتيات كثيرات عدم الخروج للاحتفال ليلاً. أخريات خرجن لكن بمرافقة رجل. وبعضهن قررن أن يلبسن ملابس طويلة علها تساعد في إبعاد أعين المتحرشين عنهن. في المقلب الآخر، رفضت نساء تقييد حرياتهن بالرغم من المخاطر.
لكن ما لم تشهده ألمانيا منذ زمن بعيد هو إقبال المزيد من المواطنين هذا العام بالذات على شراء الأسلحة للدفاع عن أنفسهم. الشرطة بدورها لا تجد ما يثير القلق حتى الآن. لكنّ الشعور بعدم الأمان كان سبباً في إقبال المواطنين على شراء أسلحة الدفاع عن النفس مثل غاز الفلفل وأجهزة الإنذار وغيرها، وبالتالي ارتفعت مبيعات هذه السلع. وبما أنّ القوانين في ألمانيا صارمة تجاه امتلاك سلاح ناري، فقد ارتفع الطلب على الأجهزة المسموح ببيعها. من ذلك غاز "سي. اس" ورذاذ الفلفل وأجهزة الإنذار البدني، ومصابيح الإضاءة المتوهجة التي يمكن أن تؤدي إلى عمى مؤقت لثلاث دقائق. كما لجأ آخرون إلى شراء المسدسات الصوتية التي يسمح بحملها خارج المنزل، والشرط الوحيد للحصول عليها أن يكون مقدم الطلب قد تجاوز السن القانوني. تقول سيمونا ريك: "اشتريت مسدساً صوتياً لابنتي التي تبلغ من العمر 21 عاماً، والتي تدرس في جامعة مدينة كولن، لأنني خائفة من تنقلها ليلاً بمفردها. لم أعد أشعر بالأمان إلا عند وصولها إلى المنزل بخير".
مع ذلك، فالعديد من دوائر الشرطة تحذر أيضاً من المسدسات الصوتية، فهي تبدو كأنها حقيقية، وقد تثير استفزاز الآخرين وتساهم في تأزم الوضع. لذلك لا تنصح بها الشرطة من أجل سلامة المواطنين. لكنّها في المقابل، لن تتدخل في انتشارها لأنّها ليست ممنوعة.
بدوره، يقول خبير وسائل الإعلام الاجتماعي فيليكس بايهاتس إنّ إجراءات البحث عن الأسلحة تبدأ من الإنترنت وهناك زيادة كبيرة قدرها "1000 % في ما يتعلق بالبحث عن الأسلحة في الإنترنت منذ بداية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. كان لوسائل التواصل الاجتماعي التأثير الأبرز في الإقبال على شراء الأسلحة بسبب موجات التحريض والتطرف والذعر التي سيطرت بعد اعتداءات كولن".
تخطت المسألة ذلك باتجاه الإقبال على دورات الدفاع عن النفس. تقول كاثرين هيلمان التي بدأت إحدى الدورات: "أريد أن ألقن الشخص الذي قد يحاول أن يعتدي عليّ درساً قاسياً. أريد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، لكن مع قدرة على حماية نفسي في الوقت عينه".
خوف وانعدام ثقة
يشير استطلاع للرأي أجرته شركة "دويتشلاندتريند" إلى أنّ 48 % من المشاركين أبدوا خوفهم من المهاجرين. كما قال 51 % من البالغين في العينة إنّهم لا يشعرون بالأمان لسياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة أنجيلا ميركل، ولا يثقون بأنّ بلادهم قادرة على مواجهة هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين.
اقرأ أيضاً: ورود مغاربية للألمانيات ترفض التعميم