يختلف المجتمع الألماني عن المجتمع الشرقي في طريقة تعامل الأهل مع أبنائهم. من الاختلافات الشائعة التي تسيطر بشكل كبير ويتأثر بها المهاجرون، هي مغادرة الأبناء لبيت العائلة في سن مبكرة وبمباركة الأهل. هذا الأمر يعتبر طبيعياً في المجتمع الألماني بينما يصعب على المهاجرين تقبّل الموضوع، إلا القليل منهم ممن تطبّع بعقلية المجتمع الألماني.
مغادرة المنزل في سن مبكرة بالنسبة للألمان هدفه تحقيق المزيد من الاستقلالية وتعلّم الاعتماد على النفس أكثر في مواجهة تحديات الحياة. وتُظهر العديد من استطلاعات الرأي أن الأغلبية الساحقة من الألمان يرون أنه يتعيّن على أبنائهم مغادرة منزل العائلة والاستقلال بحياتهم عند بلوغ 18 سنة، وبالأكثر عند بلوغ الخامسة والعشرين.
ويكفل القانون الألماني لمن يبلغ من العمر ثماني عشرة سنة حق العيش المستقل. والأهل يدعمون قرار الشباب في الاستقلالية والخروج في أسرع وقت ممكن من منزل العائلة، لأنهم يرغبون أولاً في أن يعتمد أولادهم على أنفسهم، وهذا ما يعلمونه لهم منذ الطفولة، ولأنه بنظرهم يشكل حافزاً لهم لإنجاز الكثير في الطريق إلى المستقبل والاستمتاع بالحرية، ولأن الاستقلالية تصقل شخصية الشاب أو الفتاة. هذا الأمر يعطي مجالاً للأهل في الوقت ذاته ليحصلوا على متسع من الحرية بعيداً عن الضغوطات والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم في حال تواجد أبنائهم في المنزل.
ويعتبر العديد من الآباء والأمهات أنه عندما يصل الأبناء إلى سن المراهقة تزيد المشاكل في التعامل معهم وتصبح الحياة داخل المنزل عبارة عن مناكفات بين الطرفين، وهذا ما لا ترغب به العائلة في المجتمع الألماني، لأن الأم والأب، كما الأبناء، يرغبان بمتسع من الحرية والاستقلالية. لذلك لا تكون مغادرة الأبناء لمنزل العائلة مأساوية، بعكس المجتمعات الشرقية التي ترفض مثل هذه القرارات وتعتبر أنها تأخذ الأبناء إلى طريق الانحراف وضياع المستقبل.
من جهتها، ترى نادين، وهي أم ألمانية لشابين وفتاة، أنه "من الطبيعي أن يستقل أبنائي عند بلوغهم الثامنة عشرة، فهذا ما قمت به في العمر نفسه. أعطيتهم كل ما يلزم من دعم ليشقوا طريقاً سيختارونه ليكملوا مستقبلهم. يحق لي أن أعيش بحرية مع زوجي في المنزل دون زحمة الأبناء ومشاكلهم".
اقــرأ أيضاً
وتقول أڤونيا (40 سنة)، وهي أم لشابين: "رحّبت باستقلالية ابني البكر عندما بلغ الثامنة عشرة، وسأقوم بالأمر ذاته مع ابني الثاني الذي يبلغ من العمر 11 سنة. وكي أكون صريحة، فأنا أنتظر ذلك بفارغ الصبر لأعيش حياتي بعيداً عن يوميات أولادي التي تملأ وقتي. لا أفكر بأنانية، لكنني موجودة دائماً هنا، فهم يستطيعون اللجوء إليّ".
في المقابل، يرى معظم الشباب الألماني إيجابية في مغادرة منزل العائلة في سن مبكرة. يقول موريتس (19 سنة)، الذي يدرس في جامعة كولن: "الاستقلال عن الأهل هو حالة إيجابية وتعكس راحة ذهنية ونفسية. الموضوع ليس مجرد العيش منفرداً في مكان ما، فهو يساعد في بناء جزء من الشخصية من الصعب أن تبنى لو بقيت في منزل والدي. إضافة إلى أنها تكسبني خبرات وتجارب وعلاقات تضيف إلى حياتي آفاقاً جديدة".
من مجمل وجهات النظر يمكن ملاحظة الاتفاق حول موضوع مغادرة المنزل في سن مبكرة بين الأهل والأبناء. إلّا أن هذا الموضوع يعتبر بمثابة مشكلة بالنسبة للمهاجرين الذين تأقلم أولادهم مع المجتمع الألماني وعاداته ويرغبون في فعل ما يقوم به أصدقاؤهم. فالأهل المهاجرون من أصول عربية يصعب عليهم تقبّل فكرة خروج الأبناء من المنزل في سن مبكرة، وخاصة الفتيات، ولا يدعمون هذا القرار أبداً إلا في حال رغب الشاب في الدراسة في مدينة أخرى. أما إذا كان الهدف نيل مساحة أكبر من الحرية، فهذا بنظرهم أمر غير مقبول ويؤدي إلى عواقب وخيمة، وخاصة البقاء خارج المنزل إلى وقت متأخر والاختلاط مع أشخاص غير مناسبين. ولهذا تنشأ العديد من الصدامات بين الأهل والأبناء ويغادر الشباب المنزل رغماً عن ذويهم وخاصة أن القانون الألماني يؤمن لهم هذا الحق.
يقول ياسين (20 سنة)، وهو شاب عراقي مولود في ألمانيا: "لقد استقليت عن منزل العائلة كغيري من الشباب، لأنني بكل بساطة أرغب في إثبات شخصيتي وقدرتي على الاعتماد على نفسي، وليس من الضروري أن يكون الدافع الرئيسي للاستقلال عن الأهل هو فعل الخطأ والممارسات غير المقبولة كما يظن والدي".
من جهته، يعتبر الخبير في العلاقات الأسرية جورج شالنبرغ، أن "القيم في المجتمعات تختلف من بلد إلى آخر. ويشتهر المجتمع الألماني بتقديسه للحرية بكل معانيها. يتم تعليم الأطفال منذ الصغر الاعتماد على النفس والاستقلالية عن الوالدين. فالفرد في المجتمع الألماني يهمه كيف يعيش حياته من دون ضغوطات ويسعى للتخلص منها عند استطاعته".
اقــرأ أيضاً
مغادرة المنزل في سن مبكرة بالنسبة للألمان هدفه تحقيق المزيد من الاستقلالية وتعلّم الاعتماد على النفس أكثر في مواجهة تحديات الحياة. وتُظهر العديد من استطلاعات الرأي أن الأغلبية الساحقة من الألمان يرون أنه يتعيّن على أبنائهم مغادرة منزل العائلة والاستقلال بحياتهم عند بلوغ 18 سنة، وبالأكثر عند بلوغ الخامسة والعشرين.
ويكفل القانون الألماني لمن يبلغ من العمر ثماني عشرة سنة حق العيش المستقل. والأهل يدعمون قرار الشباب في الاستقلالية والخروج في أسرع وقت ممكن من منزل العائلة، لأنهم يرغبون أولاً في أن يعتمد أولادهم على أنفسهم، وهذا ما يعلمونه لهم منذ الطفولة، ولأنه بنظرهم يشكل حافزاً لهم لإنجاز الكثير في الطريق إلى المستقبل والاستمتاع بالحرية، ولأن الاستقلالية تصقل شخصية الشاب أو الفتاة. هذا الأمر يعطي مجالاً للأهل في الوقت ذاته ليحصلوا على متسع من الحرية بعيداً عن الضغوطات والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم في حال تواجد أبنائهم في المنزل.
ويعتبر العديد من الآباء والأمهات أنه عندما يصل الأبناء إلى سن المراهقة تزيد المشاكل في التعامل معهم وتصبح الحياة داخل المنزل عبارة عن مناكفات بين الطرفين، وهذا ما لا ترغب به العائلة في المجتمع الألماني، لأن الأم والأب، كما الأبناء، يرغبان بمتسع من الحرية والاستقلالية. لذلك لا تكون مغادرة الأبناء لمنزل العائلة مأساوية، بعكس المجتمعات الشرقية التي ترفض مثل هذه القرارات وتعتبر أنها تأخذ الأبناء إلى طريق الانحراف وضياع المستقبل.
من جهتها، ترى نادين، وهي أم ألمانية لشابين وفتاة، أنه "من الطبيعي أن يستقل أبنائي عند بلوغهم الثامنة عشرة، فهذا ما قمت به في العمر نفسه. أعطيتهم كل ما يلزم من دعم ليشقوا طريقاً سيختارونه ليكملوا مستقبلهم. يحق لي أن أعيش بحرية مع زوجي في المنزل دون زحمة الأبناء ومشاكلهم".
وتقول أڤونيا (40 سنة)، وهي أم لشابين: "رحّبت باستقلالية ابني البكر عندما بلغ الثامنة عشرة، وسأقوم بالأمر ذاته مع ابني الثاني الذي يبلغ من العمر 11 سنة. وكي أكون صريحة، فأنا أنتظر ذلك بفارغ الصبر لأعيش حياتي بعيداً عن يوميات أولادي التي تملأ وقتي. لا أفكر بأنانية، لكنني موجودة دائماً هنا، فهم يستطيعون اللجوء إليّ".
في المقابل، يرى معظم الشباب الألماني إيجابية في مغادرة منزل العائلة في سن مبكرة. يقول موريتس (19 سنة)، الذي يدرس في جامعة كولن: "الاستقلال عن الأهل هو حالة إيجابية وتعكس راحة ذهنية ونفسية. الموضوع ليس مجرد العيش منفرداً في مكان ما، فهو يساعد في بناء جزء من الشخصية من الصعب أن تبنى لو بقيت في منزل والدي. إضافة إلى أنها تكسبني خبرات وتجارب وعلاقات تضيف إلى حياتي آفاقاً جديدة".
من مجمل وجهات النظر يمكن ملاحظة الاتفاق حول موضوع مغادرة المنزل في سن مبكرة بين الأهل والأبناء. إلّا أن هذا الموضوع يعتبر بمثابة مشكلة بالنسبة للمهاجرين الذين تأقلم أولادهم مع المجتمع الألماني وعاداته ويرغبون في فعل ما يقوم به أصدقاؤهم. فالأهل المهاجرون من أصول عربية يصعب عليهم تقبّل فكرة خروج الأبناء من المنزل في سن مبكرة، وخاصة الفتيات، ولا يدعمون هذا القرار أبداً إلا في حال رغب الشاب في الدراسة في مدينة أخرى. أما إذا كان الهدف نيل مساحة أكبر من الحرية، فهذا بنظرهم أمر غير مقبول ويؤدي إلى عواقب وخيمة، وخاصة البقاء خارج المنزل إلى وقت متأخر والاختلاط مع أشخاص غير مناسبين. ولهذا تنشأ العديد من الصدامات بين الأهل والأبناء ويغادر الشباب المنزل رغماً عن ذويهم وخاصة أن القانون الألماني يؤمن لهم هذا الحق.
يقول ياسين (20 سنة)، وهو شاب عراقي مولود في ألمانيا: "لقد استقليت عن منزل العائلة كغيري من الشباب، لأنني بكل بساطة أرغب في إثبات شخصيتي وقدرتي على الاعتماد على نفسي، وليس من الضروري أن يكون الدافع الرئيسي للاستقلال عن الأهل هو فعل الخطأ والممارسات غير المقبولة كما يظن والدي".
من جهته، يعتبر الخبير في العلاقات الأسرية جورج شالنبرغ، أن "القيم في المجتمعات تختلف من بلد إلى آخر. ويشتهر المجتمع الألماني بتقديسه للحرية بكل معانيها. يتم تعليم الأطفال منذ الصغر الاعتماد على النفس والاستقلالية عن الوالدين. فالفرد في المجتمع الألماني يهمه كيف يعيش حياته من دون ضغوطات ويسعى للتخلص منها عند استطاعته".