تسبّبت موجة الأمطار الأخيرة التي شهدتها مناطق شمال العراق وغربه، في غرق ما لا يقل عن سبعة مخيمات للنازحين ووفاة طفلين، كما توفي شاب إثر تعرضه لصعقة برق داخل خيمته جنوب الفلوجة.
وقال ناشطون عراقيون لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الحصيلة هي أولى الكوارث وقد ترتفع في الأيام المقبلة مع استمرار الأمطار"، مطالبين الحكومة والمنظمات الإغاثية بالعمل على مساعدتهم في استبدال الخيام وفرش أرض المخيمات وتعبيدها، لمنع غرقها بالماء مع كل زخة مطر، إضافة إلى توفير الأدوية ووسائل التدفئة والأغطية اللازمة لهم، وفي حال لم تتوفر فيجب أن تسرع الحكومة بإعادتهم إلى مدنهم المحررة وإنهاء معاناتهم.
من جهته، قال مسؤول عراقي في وزارة الهجرة لـ"العربي الجديد"، إنّ الوزارة ليست لديها إمكانية استبدال كل خيام معسكرات النازحين، رغم أن المعاينة الأولية تؤكد أنها ممزقة والشمس أضعفت نسيجها، ولم تعد تحتمل ويجب استبدالها كي تقاوم موسم الأمطار والرياح القوية والبرد".
ووفقا للمسؤول ذاته، فإن المنظمات الدولية، خاصة التابعة للأمم المتحدة، قد تراجعت مستويات مساعداتها للنازحين في العراق دون معرفة سبب ذلك، مشيرا إلى أن أكثر من سبعة مخيمات بحاجة ماسة للمساعدة بسبب الأمطار و6 أخرى تتطلب توفير وسائل تدفئة ورعاية للنساء والأطفال، بما فيها الحمامات ودورات المياه واستبدال وسائل الطبخ وحفظ الطعام فيها.
وبحسب المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، فإن أمراضا جلدية وتنفسية حادة تضرب المخيمات جنوب الفلوجة وغربها وشمال الموصل وجنوبها وغرب ديالى وشمال تكريت ومناطق أخرى من البلاد. لافتا إلى أن قسما كبيرا من مشكلة النازحين سيحل لو سمحت مليشيات الحشد بعودة السكان إلى منازلهم في جرف الصخر ويثرب والعويسات والصينية والتاجي ومناطق أخرى من البلاد، حيث تسيطر عليها تلك المليشيات وترفض انسحابها رغم مضي سنوات عدة على تحريرها من قبضة تنظيم داعش.
في الإطار ذاته، قال الناشط سعد ناصر من منظمة "الغدير" العراقية لحقوق الإنسان، إنّ شابا قتل من جراء تعرضه لصاعقة قبل يومين خلال أمطار رافقتها صواعق وبرق شديد جنوب الفلوجة.
وأضاف ناصر لـ"العربي الجديد"، أنّ الشاب كان داخل مخيمه مع أفراد أسرته وعمره 28 عاما، لافتا كذلك إلى وفاة طفلين قبل أيام أيضا في مخيمات شمال العراق من جراء أمراض وسوء تغذية، بعد أسبوع واحد من وفاة سيدة في العقد السابع من العمر، من جراء تعرضها لأزمة قلبية ولم يتم نقلها إلى المستشفى بسبب عدم توفر سيارات داخل المخيم قرب الموصل.
من جهته، ذكر عضو شبكة الإغاثة العراقية لمساعدة النازحين، فراس عوني، لـ"العربي الجديد"، أن "موسم الأمطار بدأ باكرا والناس في الخيام بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وهناك تقصير واضح من قبل الحكومة".
ووفقا لعوني، فإنّ "نحو نصف مليون نازح يوجدون داخل مخيمات في العراق يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، ويمنعون من الخروج من المخيمات، كما يمنعون من حاجياتهم الأساسية ومنذ مدة منع دخول الصحافيين لتغطية أحوالهم الحقيقية وما يمرون به". وأشار إلى أن القسم الآخر من النازحين وضعهم أفضل، كونهم في إقليم كردستان أو يقيمون في وحدات سكنية على نفقتهم الخاصة.