دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، السياسيين العراقيين ومنظمات المجتمع المدني إلى تقديم أفكار بديلة عن الإصلاحات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بدلاً من انتقادها، محذراً من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أكثر من 3 ملايين نازح عراقي مع قرب حلول فصل الشتاء.
وأكد كوبيش في مؤتمر صحافي، بعد لقاءه المرجع الديني علي السيستاني في النجف، على ضرورة الإصلاح الجوهري الذي يعالج حاجات جميع العراقيين، ومحاربة الفساد من خلال إجراءات سريعة تحد منه وتمنعه مستقبلاً، والعمل على ملاحقة الفاسدين الذين سرقوا أموال العراقيين.
وأوضح ممثل الأمم المتحدة في العراق أنه التقى بالسيستاني لمناقشة الأوضاع في البلاد بشكل معمق، وبيان رؤية الأمم المتحدة واستعدادها لتقديم المساعدة في مختلف المجالات، مبيناً أن مكونات المجتمع العراقي متساوية وجميعها تعاني من المشاكل.
وأشاد كوبيش بدور القوات الأمنية العراقية في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، داعياً إلى رعاية أسر الضحايا الذين يسقطون من القوات الأمنية جراء العمليات العسكرية.
وحذر الممثل الأممي من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون من المناطق التي تشهد قتالاً عنيفاً بين القوات الأمنية وتنظيم "داعش" مع حلول فصل الشتاء، مطالباً الحكومة والمجتمع الدولي بتقديم المساعدات العاجلة للنازحين الذين فاق عددهم ثلاثة ملايين نازح.
وفي سياق متصل، حذر مسؤول محلي بمحافظة الأنبار غربي العراق من تفاقم مأساة النازحين الذين يحتاجون للمساعدة والإغاثة الإنسانية، وقال رئيس المجلس المحلي في بلدة عامرية الفلوجة، شاكر العيساوي، أن وضع النازحين على معبر بزيبز الذي يربط الأنبار ببغداد في حالة يرثى لها، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن المساعدات التي قدمتها وزارة الهجرة لا تكفي لسد احتياجاتهم.
وأوضح العيساوي أن الوضع قرب المعبر مأساوي، لأن عدد الخيام التي وصلت من الحكومة المحلية لم يغطّ الأعداد الكبيرة للنازحين، داعياً خلية الأزمة التي تشكلت في المحافظة إلى تزويد الأسر النازحة بـ "الخيم المطرية" لتقيهم الأمطار المتوقعة خلال الأيام المقبلة.
من جهتها، حذرت مفوضية حقوق الإنسان في العراق من تعرض آلاف النازحين للأمراض بسبب الأمطار الشديدة التي شهدتها البلاد، مؤكدة تضرر أغلب مخيمات النازحين بعد أن تعرضت للغرق بسبب مياه الأمطار.
وأوضح عضو مجلس المفوضين، مسرور محيي الدين، أن مفارز طبية من منظمة الهجرة العالمية تواجدت في المخيمات وعالجت عدداً من حالات البرد والإسهال، موضحاً في بيان أن عدداً من النازحين المرضى تماثل للشفاء بعد تلقي العلاج.
وانتقد محيي الدين انشغال الحكومة بسحب مياه الأمطار من المدن وإهمالها مخيمات النازحين، مطالباً الأجهزة الحكومية بالتواجد في المخيمات وإسعاف المرضى توفير العلاج اللازم لهم.
اقرأ أيضاً: العبادي يحاول استبدال سحب الثقة منه باستجواب برلماني