أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) نزوح أكثر من 800 ألف مدني من شمال غربي سورية، منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حتى 12 فبراير/ شباط الجاري، منهم 142 ألف شخص نزحوا خلل الأيام الأربعة الماضية فقط.
ونقلت وكالة "الاناضول" عن تقرير أصدره المكتب، أمس الخميس، أنّ عدد النازحين بسبب اشتداد العمليات العسكرية في شمال غربي سورية، تجاوز 800 ألف شخص منذ بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، 81 في المائة منهم من النساء والأطفال. ونقل التقرير عن مصادر ميدانية قولها إنّ 550 ألف مدني توجهوا إلى مناطق داخل محافظة إدلب، منها معرة مصرين والدانا، بينما توجه أكثر من 250 ألفاً إلى مناطق في شمالي حلب، من بينها عفرين وجندريس والباب وإعزاز.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، أمس، خلال مؤتمره الصحافي اليومي بمقر المنظمة الأممية في نيويورك، إنّ "المدنيين في سورية معرضون للخطر مع استمرار القتال في إدلب وحلب، إذ تشير التقارير الميدانية إلى أن الآلاف منهم يواصلون الفرار في محيط الطريق السريع باتجاه الشمال وشمال غربي البلاد نحو الحدود السورية - التركية". وأضاف أنّ البرد وتساقط الثلوج يزيدان من صعوبة الأوضاع التي يواجهها المدنيون هناك، خاصة الموجودين منهم في الخيام وفي مبانٍ غير مكتملة.
كذلك، حذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير أصدرته أمس، من الوضع الكارثي للنازحين من منطقة إدلب، الذي ينذر بخطر وقوع وفيات جديدة بسبب البرد. وأشار التقرير إلى أنّ مئات الآلاف من المشردين يقبعون الآن في مناطق متفرقة، بعضهم توجه إلى الحدود السورية - التركية، التي انتشرت فيها مئات المخيمات الصغيرة، بينما اتجه نازحون آخرون نحو المناطق الجبلية بريف إدلب الشمالي. ووثقت الشبكة مقتل 167 مدنياً سورياً منذ عام 2011، بسبب البرد القارس الذي يضرب مناطق ومدن ومخيمات سورية. وأعلن فريق "منسقو الاستجابة"، أمس، أنّه سجل أكثر من تسع حالات وفاة في المخيمات، نتيجة البرد والحروق والاختناقات.