وتعيش دولة جنوب السودان أزمة إنسانية حادة، حيث ضربت المجاعة أجزاء واسعة من البلاد مع تحذيرات أممية بانتشار المجاعة في جميع أنحاء البلاد، نتيجة الحرب الأهلية التي اندلعت في الدولة الوليدة نهاية عام 2013.
وأوضحت النشرة الصادرة عن "أوشا" بالخرطوم أمس أن استمرار تدفق الجنوبيين من ولايات شمال وشرق بحر الغزال وولاية واراب نحو السودان جاء نتيجة انعدام الأمن الغذائي والنزاع المسلح، فضلاً عن ارتفاع أسعار الحبوب وفشل الموسم الزراعي. وأشارت إلى أن التدفق اقتصر على ولايات شرق وجنوب دارفور فضلاً عن ولاية غرب كردفان.
وذكرت النشرة أن شرق دارفور احتضن أغلبية الوافدين بنحو 40.486 لاجئا، وأكدت أن منظمات الإغاثة استمرت في الاستجابة لاحتياجات الجنوبيين، مشيرة إلى تقديم برنامج الغذاء العالمي مساعدات الغذائية لنحو 16.200 من الوافدين الجدد.
وأكدت استمرار تحدي توفير المياه، إذ ان هناك عجزا بنحو 235 ألف ليتر مياه يومياً. ورجحت تزايد العجز.
وذكرت نشرة "أوشا" أن وافدين من دولة جنوب السودان لم تتوفر لهم مواد الإيواء، فضلا عن المساعدات الإنسانية، وقدرتهم بـ3500 شخص.
ويشتكي مواطنو دولة جنوب السودان من نقص حاد في الغذاء، فضلاً عن ارتفاع الأسعار بنسبة تزيد على 500 في المائة لبعض السلع، الأمر الذي عجز معه المواطن البسيط في توفير أبسط احتياجاته.
ويقول المواطن قوين لـ"العربي الجديد" أصبحنا نشتهي أكل الخبز وتقلصت وجبتنا، وأصبحنا نأكل بالكاد نصف وجبه في اليوم وقد تكون خالية من الخبز وأية حبوب".
أما ميري فتقول: "اكتوينا بنار الأسعار فالعشرة جنيهات التي كان لها قيمة قبل فترة لا تجلب لك اليوم قطعتين من الخبز". وتضيف "قارورة المياه تباع في جوبا بسته جنيهات، وهي لا تروي عطشاً، وقطعة الخبز بخمسة جنيهات"، متابعة "أصبحنا مجرد أرواح بأجساد تتهاوى في الطرقات، وهذا غير ارتفاع أسعار العلاج والدواء إن وجد".