أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه "مع اشتداد الأزمة السورية، سوف يتجاوز عدد اللاجئين السوريين اليوم حاجز الثلاثة ملايين لاجىء"، وسط تقارير تتحدث عن ظروف مروعة داخل البلاد، حيث يتعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع، فيما يجري استهداف المدنيين أو قتلهم من دون تمييز.
وقالت المفضوية: "حتى الآن، اضطر حوالى نصف السوريين إلى مغادرة ديارهم، والفرار للنجاة بحياتهم. فقد فر واحد من بين ثمانية سوريين عبر الحدود، وهو ما يساوي تماماً مليون شخص منذ أكثر من عام، إضافة إلى وجود 6.5 مليون نازح داخل سورية. وأكثر من نصف أولئك اللاجئين والنازحين هم من الأطفال". وأضافت أن أعداداً متزايدة من الأسر تصل وقد بدت عليها الصدمة، وأفرادها مرهقون وخائفون وقد نضبت مدخراتهم. معظم هؤلاء ظلوا هاربين لمدة تتراوح بين عام أو أكثر، يفرون من قرية إلى أخرى قبل اتخاذ القرار النهائي بمغادرة البلاد".
ولفتت المفوضية إلى أن "هناك علامات تدعو إلى القلق، وهي أن رحلة الخروج من سورية باتت أكثر مشقة، إذ يجبر الكثير من الناس على دفع رشاوى عند نقاط التفتيش المسلحة والمنتشرة على طول الحدود. ويجبر اللاجئون، الذين يعبرون الصحراء إلى شرق الأردن، على دفع مبالغ ضخمة للمهربين (حوالى 100 دولار للشخص الواحد أو أكثر) لنقلهم إلى بر الأمان".
وتابعت أن "الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين لا تزال تتمركز في البلدان المجاورة لسورية، ويستقبل لبنان النسبة الأعلى (1.14 مليون)، ثم الأردن (608,000)، ثم تركيا (815,000). وأدى كل ذلك إلى إثقال كاهل اقتصاديات هذه البلدان ومواردها وبنيتها التحتية. ويعيش 38 في المائة في مآوٍ دون المستوى"، وذلك وفقاً لدراسة حديثة.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس: "أصبحت الأزمة السورية أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الراهن. رغم ذلك، فإن العالم يخفق في تلبية احتياجات اللاجئين والدول المضيفة لهم". وأضاف: "اتسمت الاستجابة للأزمة السورية بالسخاء، ولكن الحقيقة المرة هي أن هذه الاستجابة أقل بكثير مما هو مطلوب".
ولفتت المفوضية إلى أن "تصاعُدَ حدة القتال مؤخراً تُفاقم تدهور الوضع اليائس أصلاً. فمع تغير جبهات القتال، تفرغ مناطق جديدة من سكانها. على سبيل المثال، يفر الأشخاص القادمون إلى الأردن مؤخراً بفعل زحف الجماعات المتطرفة في كل من الرقة وضواحي حلب". وأبدت قلقها العميق حيال "وضع المئات من السوريين المحاصرين داخل مخيم العبيدي للاجئين في مدينة القائم في العراق، بعدما أجبرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية على مغادرة مكاتبها ومخازنها". وقالت إن "الشركاء الوطنيين يواصلون توفير الإمدادات والصيانة، لكن الوضع متقلب حتى الآن".
وأشارت إلى أن "الكثير من اللاجئين القادمين حديثاً يقولون إنهم غادروا سورية كخيار أخير. وقد اضطر عدد متزايد من اللاجئين، بما في ذلك أكثر من نصف القادمين إلى لبنان، إلى التحرك مرة واحدة على الأقل قبل الفرار، فيما تحرك واحد من بين عشرة لاجئين أكثر من ثلاث مرات. وأوضحت إحدى اللاجئات للمفوضية أنها انتقلت من مكان إلى آخر ما لا يقل عن 20 مرة، قبل عبورها أخيراً إلى لبنان".
ونقلت عن اللاجئين قولهم إن "صعوبة العثور على عمل تزداد، عدا عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والسلع وانهيار الخدمات. وقد تضاعف سعر ربطة الخبز في إحدى القرى القريبة من مدينة إدلب إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي، وذلك وفقاً لأحد القادمين الجدد إلى الأردن".
وتعاني شريحة متزايدة من القادمين مؤخراً، ما يصل إلى 15 في المائة في الأردن، على سبيل المثال، من مشاكل صحية مزمنة كالسكري وأمراض القلب والسرطان، مما اضطرها إلى المغادرة لعدم قدرتها على الحصول على الرعاية الكافية.
وقد ساهمت الجهات المانحة إلى الآن في تقديم أكثر من 4.1 مليار دولار لخطط الاستجابة الإقليمية المتعاقبة منذ عام 2012. مع ذلك، ينبغي توفير أكثر من مليارَي دولار قبل، نهاية هذا العام وحده، لتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين. كما يتوقع أن يكون أكثر من 2.4 مليون شخص في حاجة إلى دعم عاجل في الأسابيع المقبلة استعداداً لفصل الشتاء المقبل.