أوقف محافظ العاصمة الأردنية، خالد أبو زيد، السبت، الكاتب الأردني ناهض حتر في مركز إصلاح وتأهيل ماركا، تمهيداً لعرضه على المدعي العام صباح غدٍ الأحد، حسب ما أبلغ المحافظ "العربي الجديد".
ويواجه حتر، الذي شغل الرأي العام الأردني منذ عصر الجمعة لنشره على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رسماً كاريكاتورياً، تهمة "الإساءة للذات الإلهية".
ووفقاً لمحاميه فيصل البطاينة، فإن دعوى الحق العام جرى تحريكها من قبل رئيس الوزراء، هاني الملقي.
وكان الملقي أوعز لوزير الداخلية، سلامة حماد، مساء الجمعة، بالتحقق مما نسب إلى الكاتب، قبل أن يسلم حتر نفسه ظهر السبت للأجهزة الأمنية التي أحالته لمحافظ العاصمة، الذي أصدر في وقت لاحق، مذكرة جلب بحقه.
وشغل الرسم الكاريكاتيري الرأي العام الأردني، الذي انقسم بين رافضين لما أقدم عليه الكاتب، مطالبين بمحاكمته بتهمة "الإساءة للذات الإلهية" والنيل من الوحدة الوطنية، فيما رأى آخرون أن الحملة ضد الكاتب الموالي للنظام السوري تأتي لتصفية حسابات سياسية.
وسبق أن كتب حتر مقالات مثيرة للجدل، عبر فيها عن دعمه المطلق لنظام بشار الأسد و"حزب الله" اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب الأسد في سورية. وذهب به الأمر في إحدى مقالاته إلى السخرية من قضية اللاجئين السوريين وهروبهم عبر قوارب الموت إلى أوروبا، معتبراً أنهم "يستحقون الموت".
وقام حتر، مساء الجمعة، بإغلاق صفحته على "فيسبوك"، بعدما نفى الإساءة للذات الإلهية، إذ كتب: "الكاريكاتير يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرّب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروّجه الإرهابيون".
وتابع: "الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي؛ وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، وإخونج داعشيون يحملون المخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الوسوم التي تفاعل الناشطون مع القضية من خلالها، مثل (#ناهض_حتر_لا_يمثلني) و (#محاكمة_ناهض_حتر) و ( #أنتصر_لربك)، وغيرها.
في غضون ذلك، يستعد محامون مقربون من التيار الإسلامي، ومن المؤيدين للثورة السورية، لتحريك دعوى قضائية أمام المدعي العام ضد حتر، فيما يجري التحضير لتنفيذ اعتصام للمحامين داخل قصر العدل، صباح غد الأحد.
ووجد حتر عشرات المدافعين عنه رغم تسليمهم بأن الرسم الذي شاركه على صفحته مسيء، بحيث رفض هؤلاء ما اعتبروه محاولة لاغتيال شخصية الكاتب في إطار تصفية حسابات سياسية، كما طالبوا بتوقيف جميع من تداولوا الرسم على صفحاتهم في معرض انتقادهم لما فعله حتر.
وحذر المعارضون والمدافعون عن حتر من استثمار القضية لخلق شرخ بين المسلمين والمسيحيين، معتبرين أن ما أقدم عليه حتر يمس جميع الأديان دون استثناء.
من جهتها، قالت دائرة الإفتاء الأردنية، في بيان صادر عنها السبت، إن "ما نشر من استهزاء بالذات الإلهية من قبل البعض يؤجج الكراهية وينشر الفتنة في البلاد"، داعية إلى "الوقوف ضد ما حدث بكل حزم وإصرار".