وأعلن الباحث، أنّ هيئة إدارة جامعة باتنة، أقدمت على منع محاضرة له حول الأمازيغية كان مقرراً أن يلقيها، اليوم الأحد، أمام طلاب الجامعة، بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، الموافق لـ12 يناير/ كانون الثاني من كل سنة.
وكان جابي يعتزم تقديم بحث، هو ثمرة جهود فرق خمسة من مختلف دول شمال أفريقيا (الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، ومصر)، هو عبارة عن دراسة ميدانية استغرقت سنتين بمنهجية علمية أكاديمية تستشف واقع بلدان شمال أفريقيا.
ولم يعلق جابي، الذي يعدّ من بين أبرز علماء الاجتماع السياسي في الجزائر على القرار، لكنه قال إنّ "القرار اتخذته جهة أمنية بحسب رئيس الجامعة"، ولمح إلى احتمال وجود خلفية سياسية، إذ يحسب جابي على المعارضة، وكان قد شارك في اجتماعات هيئة التغيير والانتقال الديمقراطي التي تطالب بالتغيير السياسي في الجزائر.
وهذه هي المرة الثانية التي يمنع فيها جابي من إلقاء محاضرة في الجامعة، بعد منعه في ديسمبر/ كانون الأول 2017 من إلقاء محاضرة في ملتقى علمي حول الانتخابات، برغم أن الجامعة هي التي كانت قد دعته إلى المشاركة.
وعلّق مدير "صحيفة الحوار" محمد يعقوبي، على قرار المنع قائلاً: "بأي حق يمنع الدكتور ناصر جابي من إلقاء محاضرته على طلبة باتنة؟ لا يهمني الموضوع ولا زاوية الطرح التي يتبناها المحاضر ما دمنا نتحدث عن الجامعة والنقاش الفكري، وهل قرار المنع صادر عن رئيس الجامعة فقط؟ أم هو صادر عن وزير الجامعات الدكتور طاهر حجار الذي لا أعتقد أنه يفكر ويتصرف بهذه الطريقة المتخلفة".
بدوره انتقد الأستاذ محسن كنيش القرار، في ظل ما وصفه بـ"الانغلاق غير المسبوق التي تعيشه الجامعة، لا أفهم كيف لرئيس جامعة أن يمنع عرضاً وتقديم عمل بحثي أكاديمي قامت بإنجازه مؤسسة بحثية مماثلة، لا يمكن السكوت عن هذا الوضع المقرف والجهل المتمأسس في الجامعة الجزائرية".