رغم تصريح وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، الذي أشار فيه إلى تخلي الحكومة عن مسؤولياتها في جرود بلدة عرسال اللبنانية خلال لقاء رئيس الجمهورية، ميشال عون، اليوم، يواصل المدير العام لجهاز الأمن العام (التابع للداخلية)، اللواء عباس إبراهيم، مهمة تنسيق المفاوضات بين "حزب الله" و"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) لإنهاء معركة الجرود، التي تخضع حالياً لوقف إطلاق نار يستمر حتى صباح السبت المُقبل.
وفي وقت كان الوزير المشنوق ينفي لبنانية جرود بلدة عرسال، عبر وصفها بـ"المُختلف عليها جغرافياً بين لبنان وسورية عبر التاريخ"، كان اللواء إبراهيم ينفي، بدوره، خلال زيارة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أن يكون هدف المفاوضات إطلاق سراح أسرى الحزب الموجودين لدى "فتح الشام" في الشمال السوري.
وقال إبراهيم إن "الاتفاق هو لتطهير أراض لبنانية وتحريرها، ومن يستفيد من هذا التحرير فلا مانع"، وكشف بعض بنود الاتفاق التي "تشمل مغادرة المسلحين ومن يرغب من المدنيين إلى إدلب، بإشراف الحكومة اللبنانية، وتنسيق من الصليب الأحمر".
وأشارت معلومات متقاطعة حصل عليها "العربي الجديد" إلى شمول الصفقة إطلاق سراح 5 أسرى لحزب الله أسروا في الشمال السوري، وتسليم "فتح الشام" في القلمون جثامين 3 مقاتلين من الحزب، كذلك تسليم "فتح الشام" لكل السلاح الثقيل في القلمون، والمغادرة إلى إدلب بالسلاح الخفيف فقط.
كما تتضمن الصفقة بنوداً إضافية لم تُكشف بعد، ولكنها تُحقق ما أعلنه الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، أمس، عن "إنهاء الوجود العسكري لجبهة النصرة في لبنان".
ونفت مصادر فلسطينية مُتعددة لـ"العربي الجديد" معرفتها بما نشرته وسائل إعلام محلية عن "شمول المفاضاوت إخراج أشخاص من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان".
وقد سجلت الساعات القليلة الماضية مواقف سياسية معارضة لسيطرة "حزب الله" على جرود عرسال، الذي أعلن استعداده تسليمها للجيش اللبناني.
وسأل رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "ماذا ينفع لبنان لو ربح الخلاص من جيب للمسلحين في أقاصي أقاصي الجرود على الحدود بين لبنان وسورية وخسر مفهوم الدولة... وخسر نفسه؟".
كما اعتبر عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي"، النائب انطوان سعد، في حديث إعلامي، أن "ما يحصل بالجرود لا ينفصل عن الحرب الدائرة في الداخل السوري، وهي استكمال لمشروع إيران بالمنطقة ومؤازرة للنظام السوري حتى يستعيد بعض تماسكه".