يواصل جهاز المخابرات العامة الفلسطيني في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، اعتقال الناشط في "الحراك العمالي في بيت لحم"، موسى معلا، فيما تعتقد مجموعة "محامون من أجل العدالة" أن اعتقاله جاء بسبب نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، ولتضامنه مع ناشط ضد الفساد اعتقله الأمن الفلسطيني في الخليل جنوب الضفة.
وقال المحامي ظافر صعايدة من مجموعة "محامون من أجل العدالة"، "إن موسى اعتُقل يوم أمس، بعدما كان قد استُدعي من قبل جهاز المخابرات العامة في بيت لحم، وبعد استجابته للاستدعاء تفاجأنا باعتقاله، ولم يحوَّل حتى اللحظة إلى جهات الاختصاص، وهي النيابة العامة، حيث يتذرع الأمن بعدم تحويله بسبب جائحة كورونا، رغم أن المحاكم تعمل".
وتابع صعايدة: "لم يتمكن فريق الدفاع عن موسى من لقائه بسبب عدم تحويله للنيابة العامة ومعرفة التهم الموجهة إليه، لكن بتقديرنا، فإنه اعتقل لنشاطه النقابي والاجتماعي وتضامنه مع الناشط ضد الفساد فايز السويطي من بلدة دورا جنوب الخليل، الذي اعتقل منذ السابع من الشهر الجاري وأفرج عنه ظهر اليوم الاثنين".
وأشار صعايدة إلى أنه يعتقد أن التهم الموجهة إلى موسى تتقاطع مع التهم الموجهة إلى فايز السويطي، وكذلك تضامن موسى مع فايز ومطالبته بالإفراج عنه".
وكانت مجموعة "محامون من أجل العدالة"، قد أكدت في بيان لها، أن الناشط في (الحراك العمالي في بيت لحم) موسى معلا، لا يزال محتجزاً لدى جهاز المخابرات العامة في محافظة بيت لحم، منذ ظهر أمس، حيث احتُجز من دون وجود مذكرة من جهات الاختصاص، الأمر المخالف للقانون، والذي يثير قلقها.
وأطلقت المجموعة نداءً عاجلاً للمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للإفراج عن معلا، وبذات الوقت لمخاطبة السلطات لوقف ملاحقة، واستدعاء، واعتقال النشطاء على خلفية حرية الرأي والتعبير المكفولة بموجب القانون الأساسي، وبموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
من جانب آخر، أفرجت محكمة دورا جنوب الخليل ظهر اليوم، عن الناشط ضد الفساد فايز السويطي بعد اعتقال استمر نحو أسبوع منذ اعتقاله في السابع من الشهر الحالي، وذلك بعدما اتخذت المحكمة قراراً بالإفراج عنه بكفالة شخصية وتأجيل محاكمته حتى الحادي عشر من الشهر المقبل.
ووفق المحامي ظافر صعايدة، فإنّ التهم الموجهة هي "الذم الواقع على السلطات"، وتتعلق بمنشورات حول "تعرضه للإساءة للشرطة ومديريها والمباحث العامة، وتعرضه لأبناء المسؤولين، ومن ضمنهم أبناء رئيس الوزراء، محمد اشتية، بأن لهم إجراءات خاصة في التعامل معهم".
وكانت المباحث العامة الفلسطينية قد اعتقلت في السابع من الشهر الحالي الناشط في قضايا مكافحة الفساد، المهندس فايز السويطي (63 عاماً)، من منطقة سكنه جنوب مدينة دورا جنوب الخليل، فيما كان قد اعتقل في يونيو/ حزيران من العام الماضي، على خلفية نشاطه في النشر على موقع "فيسبوك"، حول قضايا فساد توصف بـ"الحساسة"، ولم يمكث الناشط السويطي في السجن سوى يوم واحد على خلفية احتجاجات المتضامنين والنشطاء.
وكانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم الفلسطيني" قد طالبت في بيان لها، الأسبوع الماضي بالإفراج الفوري عن السويطي، حيث رأت الهيئة أن التوقيف على خلفية المادة 191 من قانون العقوبات، يخالف حق المواطن الأساسي في حرية الرأي والتعبير، وكررت الهيئة موقفها الرافض لاستخدام الحجز الاحتياطي كعقوبة خاصة في قضايا الرأي والتعبير.