وصلت الدعاية الروسية في خضم الأزمة مع الغرب على خلفية اتهامات بريطانيا لموسكو بمحاولة قتل العميل السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز سام، إلى حدّ توجيه اتهام ضمني للسويد من خلال تلميح المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن "دولا عدة بما فيها السويد لديها هذا الغاز نوفيتشوك".
تصريح المسؤولة الروسية أثار غضب الصحف السويدية، التي ردت على هذه الادعاءات، مستعينةً بخبراء روس لدحض اتهامات موسكو.
واعتبرت "إكسبرسن" أن "المتحدثة باسم البروباغندا الروسية تذهب للقول إنه من المحتمل أن يكون مصدر الغاز السام هو السويد، والآن تذهب آلة الدعاية الممولة من الكرملين والمسماة "روسيا اليوم" باتهامنا بأننا مصدر السلاح الكيميائي".
وأبرزت وسائل الإعلام السويدية ما سمّته "خريطة طريق الدعاية الروسية"، فماريا زاخاروفا ذهبت لتستند إلى تقرير نشرته "روسيا اليوم" ليشمل اسم السويد كمصدّر محتمل لهذا الغاز، الذي ادعت قناة الكرملين بأن السويد اجرت تجارب عليه إلى جانب دول أخرى ومنها سلوفاكيا والتشيك وبريطانيا نفسها، وبأن روسيا لم تجرِ أبداً تجارب أو تنتج هذا السلاح". ولحظ الصحافيون السويديون بأنه فور استناد زاخاروفا على تقرير "روسيا اليوم" ذهبت "وكالة الأبناء الروسية إنترفاكس والتلفزيون المملوك للدولة، روسيا 24، إلى إعادة سرد الرواية وكأنها أمر مسلم به".
هذا الادعاء الروسي، المسمى في الصحف السويدية بأنه "بروباغندا"، استدعى أيضاً تدخلا على أعلى المستويات السياسية، فقد علّقت وزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، على صفحتها في تويتر، حول أن السويد مصدر السم الذي استخدم في هجوم سالسبيري.
وقالت "أرفض بشدة هذه الادعاءات غير المقبولة وغير المعقولة التي أتت من خلال المتحدثة باسم الخارجية الروسية، على روسيا بدل هذه الاتهامات أن تجيب على أسئلة بريطانيا".
وبنفس الاتجاه، نقل وزير الخارجية السويدي السابق، كارل بيلدت، على صفحته في تويتر تصاريح خبراء سلاح روس بأنفسهم، لدحض الاتهام الروسي.
بدورها، بنت الصحافة السويدية ردودها، على مصادر روسية خبيرة بالسلاح الكيميائي مثل فيل ميرازيونوف "الذي قدم معلومات سرية عن التجارب الكيميائية في روسيا، إذ أكد للصحيفة البريطانية "ذا غارديان" أن لا أحد يملك هذا السلاح سوى موسكو".
من ناحيتها، تحدثت صحيفة "داغنسنيوهتر" مع خبير السلاح الذري ريكارد نورلين، الذي أكد أن "الاتهامات الروسية ليست سوى حملة دعائية كالعادة". ونفى استحضار غاز كيميائي من السويد، موضحاً أن غاز الأعصاب يستخدم فقط من قبل إدارة معهد الدفاع والأمن العام، أوميا".
ويبدو هذا السجال الإعلامي السويدي - الروسي بحسب داغسنيوهتر في سياق "اشتداد الحرب الباردة الجديدة والتلميح ضد السويد جزء منها، ومن شعور السويديين بأنهم يجب أن يتجهزوا لأسوأ الاحتمالات".