أكدت دار الإفتاء المصرية، في فتوى جديدة، على إيمان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نافية كفره، وذلك رداً على سؤال وصلها حول قول السيسي "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا"، مبررةً أنه "كان يقصد أنه في حمى الله".
وقال مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى، أحمد ممدوح، اليوم الخميس، إن "أقوال وأفعال المسلمين تُحمل على أحسن الوجوه، وقال الإمام مالك "لو أن رجلا قال كلمة تُحمل على 99 محملا في الكفر ومحملا واحدا في الإيمان، فتُحمل على الإيمان لوجود قرينة معه ترجّحه، وهي الإسلام وحسن الظن بالمسلم".
وفسر ممدوح كلام السيسي بأنّ "السياق الذي قيلت فيه يعني أن الرئيس يقصد أنني في حمى الله، وأستعين بالله، فأنا داخل في دائرة رعاية الله، لو حد عايز يمسني بسوء فيقدر الأول على دائرة اللي أنا في رعايته، وبعدين يقدر عليّ".
وسبق لدار الإفتاء والمؤسسات الرسمية إصدار العديد من الفتاوى الداعمة للسيسي، كفتوى اعتبار صندوق "تحيا مصر" مصرفا للصدقات والزكاة، وجواز صرف أموال الزكاة على إصلاح الصرف الصحي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري، اعتبر الشيخ مصطفى العدوي، أحد علماء السلفية في مصر، عبارة "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا؟"، "كلام كفر"، ووصف قائلها بالجهل، وذلك دون أن يعلم أن السيسي هو مَن قال تلك الجملة أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وعبْر برنامجه "أهل الذكر" والذي يبث عبر شاشة قناة "الندى" الفضائية التابعة لشيوخ السلفية، رد الشيخ المؤيد للسيسي، على سؤال أحد المشاهدين حول حقيقة إيمان من يقول "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا؟"، بقوله على الهواء مباشرة: "هذا الكلام كفر، وعلى قائله الجاهل أن يستغفر الله".
إلا أن إدارة "قناة الندى" قامت باجتزاء فتوى الشيخ عندما أعادت إذاعة الحلقة، فيما تم رفع المقطع الخاص بالفتوى على موقع "يوتيوب".
وكان السيسي قد صرّح أثناء احتفال بالمولد النبوي الشريف، في قاعة مؤتمرات الأزهر بشرق القاهرة، بحضور شيخ الأزهر وشخصيات دينية وسياسية، في معرض دفاعه عن أمن مصر، قائلاً "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا"، وهو ما قوبل بردود فعل غاضبة من مصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكرر السيسي أخطاء دينية سابقا أثناء خطاباته، كان أهمها قوله في 20 مارس/آذار 2014 قبل رئاسته لمصر: "اللي ميرضيش ربنا إحنا بندعمه ونأيده وهنبقى معاه"، ثم مناجاته الله تعالى عبر خطابه في 24 يونيو/حزيران 2014، بقوله: "يا رب حضرتك تساعدنا"، ثم مطالبته في ذكرى المولد النبوي 2015، بتجديد الخطاب الديني بقوله: "توجد نصوص وأفكار تم تقديسها مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب لدرجة أنها تعادي الدنيا كلها"، وهي المواقف التي أثارت غضب الكثير من المصريين والمسلمين في حينها.