وأوضح الحوثي في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، اليوم الثلاثاء، أنه يدعو أحرار الشعب بكل أطيافه إلى اجتماع واسع وتاريخي في صنعاء لمناقشة الوضع في البلاد، وستصدر عن الاجتماع قرارات تاريخية.
وحدد الحوثي موقف الجماعة الرسمي، من استقالة هادي، وقال إنها كانت خطوة تهدف إلى المناورة من أجل الابتزاز، لكن "ربّ ضارة نافعة"، موضحاً أن جماعته تسعى "إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة على قاعدة الشراكة ومرجعيته تكون وثيقة مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة".
وأشار الحوثي إلى أن هناك أطرافاً لم يسمِّها، تسعى إلى خلق "الفوضى"، وحذر من أن أي طرف يسعى إلى ذلك عليه أن يتحمل المسوؤلية، موضحاً أن هناك مشاورات بين القوى السياسية للوصول إلى حل، برعاية أممية، في إشارة إلى جهود المبعوث الدولي جمال بن عمر.
ويأتي تأكيد الحوثي الانتقال على قاعدة "الشراكة" متجاهلاً "الانتقال الدستوري"، الذي يتبناه موقف حزب "المؤتمر الشعبي" المتهم بالتحالف مع الحوثي، حيث أكد الحزب أنه متمسك بـ"الدستور" وحل الأزمة الراهنة الناتجة عن استقالة رئيسي الدولة والحكومة، عبر البرلمان باعتباره المؤسسة الدستورية المعنية.
وأضاف حزب المؤتمر وحلفاؤه في بيان أعقب اجتماعاً، اليوم الثلاثاء، أن "أي محاولة للالتفاف على الدستور سوف تضع الوطن أمام تهديدات تعصف بوجوده ومستقبل أجياله"، مشيراً إلى أن "المؤتمر وحلفاؤه سيظلون حريصين على الحوار والتشاور مع بقية القوى السياسية من أجل تحقيق الوفاق السياسي والشراكة الوطنية الحقيقية".
وتتباين مواقف القوى السياسية إزاء الخطوة الواجب اتخاذها بعد استقالة هادي وبحاح، إذ يرى حزب المؤتمر أن الانتقال يجب أن يتم وفقاً للدستور عبر البرلمان، وتسعى أطراف أخرى إلى إبرام اتفاق سياسي جديد يرعاه بن عمر.
وفي هذه الأثناء، أفادت مصادر قريبة من "الحوثيين" أن الجماعة أفرجت عن مدير مكتب الرئيس اليمني، أحمد عوض بن مبارك، المختطف منذ أكثر من أسبوع، وبحسب المصادر، فقد سلم الحوثيون بن مبارك إلى أحد وجهاء محافظة شبوة التي ينتمي إليها.
وكان بن مبارك قد اختطف قبل عشرة أيام، من قبل مسلحي الجماعة، التي تبنت اختطافه رسمياً، في بيان لاحق.
وفي محافظة لحج، ذكرت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، أن "اللجان الشعبية ومسلحي القبائل في منطقة ردفان، التابعة للمحافظة، سيطروا اليوم الثلاثاء، على نقاط عسكرية للجيش اليمني في المنطقة، بعد تسليم جنود الجيش لهم بدون مواجهات، فيما انسحب الجنود إلى قاعدة العند الجوية والعسكرية".
وفي سياق متصل، قال مسؤول في السلطة المحلية بعدن، لـ"العربي الجديد"، إن "وساطة قادها اللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس هادي، أدت إلى إفراج اللجان الشعبية في عدن، عن طاقم أمني، تابع لحراسة مبنى الاذاعة والتلفزيون، عقب احتجازهم من قبل اللجان، أمام شرطة المعلا، إثر احتكاكات بين الطرفين"، مؤكداً "تعرض شرطة الشيخ عثمان لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين لاذو بالفرار".