وفي هذا الإطار، نشر موقع "بازفيد"، اليوم الثلاثاء، تقريراً مطولاً عن ضلوع مرتزقة أميركيين كانوا يعملون سابقاً، كما بات معروفاً، في أجهزة استخبارات بلدهم أو في الجيش، في عمليات اغتيالات لخصوم الإمارات في اليمن.
ويسلط "بازفيد" الضوء على شركة مرتزقة خاصة استخدمت مقاتلين سابقين في القوات الخاصة الأميركية، تدعى "سبير أوبرايشن غروب"، ومقرها ولاية ديلاوير الأميركية. أما مؤسسها فهو أبراهام جولان، وهو متعاقد أمني هنغاري – إسرائيلي، مقيم في مدينة بيتسبرغ (بنسلفانيا)، وهو قاد واحدة من أولى عمليات التصفية التي أمرت بها الإمارات في اليمن، في ديسمبر/كانون الأول 2015، وكان المستهدف بها مسؤول محلي لحزب "الإصلاح" الإسلامي في عدن، إنصاف علي مايو. وفي التقرير، يصف مشاركان في العملية تفاصيلها، وكيف منيت بالفشل.
هكذا، بدأت أولى عمليات المرتزقة الأميركيين بتمويل إماراتي في اليمن. ولأشهر، عمل جنود أميركيون مدربون عالياً على مهمة يشوب مدى قانونيتها الكثير من الضبابية، وهي قتل رجال دين بارزين وشخصيات تنتمي لأحزاب إسلامية، وأهمها حزب "الإصلاح" الذي تعتبره الإمارات فرع "الإخوان المسلمين" في اليمن (يتحدث تقرير آخر لـ"بازفيد"، اليوم أيضاً، عن ديفيد كوربيت مثلاً، المحتجز في صربيا اليوم، والذي كان عمل في اليمن، بعدما شارك في القوات الخاصة الأميركية SEAL، في العراق وأفغانستان، وعمل كذلك في إطار الفرقة التي شاركت في قتل أسامة بن لادن).
Twitter Post
|
وبحسب "بازفيد"، فإن العملية ضد إنصاف مايو، شكلت نقطة تحول في الحرب على اليمن، وهي الأولى ضمن سلسلة عمليات اغتيال استهدفت قياديين في الحزب الإسلامي، وبقي منفذوها "مجهولين".
ويقول أبراهام جولان للموقع: "كان هناك برنامج اغتيالات في اليمن، كنت أديره. كان مصادقاً عليه من الإمارات في إطار التحالف".
وبحسب "بازفيد"، فإن هذه التصريحات حول تعاقد الإمارات مع أميركيين لتنفيذ اغتيالات، تأتي في وقت أثيرت فيه قضية مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، على الأرجح، لدى زيارته إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، والتي توجه فيها أصابع الاتهام إلى نظام حكم محمد بن سلمان في السعودية، وهو الحليف للإمارات، والتي يشن معها الحرب المستمرة منذ 2015 على اليمن.
وقال جولان إنه خلال عمل شركته الذي استمر أشهراً طويلة في اليمن، كان فريقه مسؤولاً عن عدد من عمليات التصفية لوجوه وشخصيات بارزة، من دون أن يذكر أسماء المستهدفين. وأضاف أيضاً أن الولايات المتحدة تحتاج إلى برنامج اغتيالات مثل البرنامج الذي يديره بتمويل إماراتي. وقال: "ربما أنا وحش. ربما يجب أن أكون في السجن. ربما أنا شخص سيئ. ولكني على حق".
وتشكل مهمة "سبير" في اليمن التقاء لتوجهات عدة، بدأت تتسم بها الحروب الحديثة، منها تحول لجوء الحروب إلى الاغتيالات، وكذلك الخصخصة، لتؤسس لـ"القتل بالتعاقد العسكري"، والذي ينفذه "مقاتلون أميركيون محترفون".
ويؤكد الخبراء أنه من غير الوارد أن تكون واشنطن قد أخذت علماً بأن الإمارات استقدمت شركة أميركية مؤلفة من مقاتلين أميركيين سابقين لتنفيذ برنامج اغتيالات في حرب تساعد فيها الولايات المتحدة أصلاً حليفتيها، الرياض والإمارات.
وبحسب "بازفيد"، فإن وكالة الـ"سي آي إيه" قالت إنها لا علم لها ببرنامج الاغتيالات هذا، لكن مسؤولاً سابقاً فيها عمل في الإمارات، أكد للموقع وجودها وعملها، واصفاً أعضاءها بـ"فريق اغتيالات".
ويروي الموقع كذلك كيف تمت الصفقة التي جاءت بالمرتزقة الأميركيين إلى عدن خلال غداء في أبوظبي، داخل مطعم إيطالي في ناد للضباط في قاعدة عسكرية إماراتية، بحضور جولان، وإسحاق غيلمور، الذي عمل سابقاً في القوات الخاصة في البحرية الأميركية، وكان مضيفهم محمد دحلان، القيادي الأمني الفلسطيني المطرود من "فتح".
ويسرد الموقع أيضاً جزءاً مهماً من مسيرة أبراهام جولان وعلاقاته الجيدة مع الإسرائيليين، علماً أنه عاش في الأراضي المحتلة لسنوات.