وكان القرار الذي اتخذه، الثلاثاء الماضي، القادة الثلاثة قد شكل أزمة على مستوى البلاد، بعد إقالة ماسن من رئاسة الاستخبارات الداخلية، ومنحه منصب وكيل وزارة الداخلية، وهو ما عدّ ترقية، ووصل الأمر للحديث عن انهيار للائتلاف الكبير "غروكو" مع فشل القيادة الجماعية.
وتشير التقارير إلى أن الاجتماع يتطلب تحقيق شرط أساسي يقوم على أهمية إيجاد حل وسط قابل للتفاوض، ومعرفة مطالب الحزب الاشتراكي بهذا الخصوص.
هذا الأمر عبر عنه اليوم صراحة وزير الداخلية هورست زيهوفر في حديث مع صحيفة بيلد، حيث أوضح أنه "لن يكون هناك اجتماع دون سيناريو حل سابق يتقاسمه جميع أصحاب المصلحة مستقبلا".
وأبدى زيهوفر تمسكه بموقفه السابق بدعم ماسن، من منطلق أن لديه واجبا لحماية العاملين تحت سلطته، لا فصلهم بسبب الشعور السياسي العام ضدهم، في إشارة إلى رسالة زعيمة الاشتراكي أندريا ناليس، التي طالبت فيها بإعادة التفاوض بشأن وضعية ماسن وترقيته للوصول إلى حل لا يضر بشعور الناس والعدالة والثقة والمصداقية في السياسة، علما أن زيهوفر قدم حلين خلال اجتماع الثلاثاء الماضي، قبل اتخاذ القرار الفاضح لصالح ماسن.
وكان الاقتراح الأول تسلمه مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، أما الاقتراح الثاني فكان تسمية ماسن ممثل وزارة الداخلية الاتحادية للأمن والتعاون الدولي.
وكان لافتا الموقف الحاد لرئيس الاتحاد الفيدرالي للشرطة الألمانية أرنست فالتر، في حديثه لصحيفة هاندلسبلات، حيث انتقد فيه نية زعماء الائتلاف بشأن إعادة التفاوض حول ترقية ماسن.
وأضاف أن "الخلافات والحسابات السياسية تختلق الأزمات في الدولة، وتحاول في الوقت نفسه تدميرا مسؤولا مستحقا وناجحا دون أي اعتبار للأشخاص الذين يقفون وراءه، كان هذا مثيرا للاشمئزاز".
ويأتي اجتماع اليوم في ظل الانتقادات الأخيرة من سياسيين بارزين من أحزاب المعارضة، رأوا أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقدت السيطرة على الائتلاف، فيما يدفع سياسيو الاشتراكي إلى هدف واحد هو ذهاب ماسن إلى التقاعد ودفع ميركل لإقالة زيهوفر.
بدوره رأى الزعيم السابق للاشتراكي زيغمار غابريال في حديث لصحيفة دير شبيغل أنه "إذا فشل الائتلاف الكبير في القيام بما يتوقعه منه الناس من عدالة اجتماعية وتأمين الاستقرار فإن ذلك يفقد سبب وجوده".
وتغذي نتائج الاستطلاعات الأخيرة هذه الشكوك، بعدما حل الحزب اليميني الشعبوي البديل من أجل ألمانيا ثانيا لأول مرة أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي.
في خضم ذلك، يرى مراقبون أنه باتت هناك رغبة لانتخابات مبكرة قد تكون شافية وانطلاقة لبداية جديدة، حيث المعسكرات السياسية ما زالت متأهبة في شكلها المألوف ويمكن تعبئتها للحملات الانتخابية، وبعدما بات واضحا ما هي طموحات اليمين الشعبوي.
في المقابل، هناك رأي آخر يرى أنه في حالة عدم اليقين التي تعيشها الأحزاب المحافظة، قد نكون أمام زلزال ينطلق من المجتمع إلى السياسة، بفعل الاستقطاب الذي يعتمده اليمين الشعبوي وتقاربه من الناخبين، الذين ببساطة لن يكونوا نادمين بانقلابهم على مبادئهم وأحزابهم بفعل التراخي والتخبط الحكومي.