اعتبر الائتلاف السوري المعارض، أمس الأربعاء، أنّ "العمليات الإجرامية" التي تنتهجها روسيا هدفها "إخضاع الثورة السورية، والقبول بالشروط الروسية الهادفة إلى تعويم نظام الأسد"، في إشارة إلى الاستهدافات الأخيرة بقصف مركز طبي وقوافل إغاثية في ريف حلب.
وكان الطيران الروسي قد ارتكب مجزرة أمس الأربعاء، عبر قصف المركز الطبي في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً، بينهم أفراد من الطواقم الطبية.
وجاء هذا الاعتداء، بعد يومين على استهداف الطيران الروسي قوافل المساعدات الإنسانية التي أوصلتها فرق الهلال الأحمر السوري إلى بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل 12 متطوعاً في الهلال، بينهم رئيس شعبة الهلال الأحمر في ريف حلب، واحتراق العديد من الشاحنات بما فيها.
واعتبر الائتلاف، في رد على هذه الاستهدافات المتكررة، أن "هذا القصف هو استمرار لسلسلة عمليات إجرامية تنتهجها روسيا من أجل إخضاع الثورة السورية والقبول بالشروط الروسية الهادفة إلى تعويم نظام الأسد".
وأوضح في بيان صادر عنه، أن "هذه الجرائم وضعت الهدنة في مهب الريح، وتقوض فرص الحل السياسي، وترجح خيار القتل والتدمير الذي يفضله نظام الأسد بدعم من الاحتلال الروسي المجرم".
في سياق متصل، قال الأمين العام للائتلاف، عبد الإله فهد، إن "هدف الثورة السورية ليس تقاسم السلطة بين النظام والمعارضة في جسم انتقالي، وإنما التأسيس لدولة تحترم حقوق جميع المواطنين بالتساوي، وتعطي الحرية والكرامة لأفرادها".
وشدد، خلال لقاء مع السفير الهولندي جيرار ستيغس، على أن "النظام سيعمل على هدم أي هدنة، لأنه لا يعرف سوى الحلول العسكرية والأمنية"، موضحاً أن الهدنة الأخيرة شهدت ارتكاب النظام 254 خرقاً خلال سبعة أيام، راح ضحيتها عشرات الشهداء، وأغلب المناطق التي تم استهدافها يسيطر عليها "الجيش السوري الحر".
وبيّن المتحدث أن "النظام يتبع سياسة قطع المساعدات عن المناطق المحاصرة، ومن ثم تكثيف القصف عليها بهدف إجبار سكانها على الهجرة بشكل قسري"، مبرزاً أن "تفريغ محيط دمشق وحمص والمنطقة الساحلية هو بدعم إيراني"، من أجل ربط تلك المناطق بمواقع سيطرة "حزب الله" في لبنان.