رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية التحركات الدولية الجديدة التي تطرح بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الفترة الانتقالية، وقال الائتلاف، في بيان له اليوم السبت: "من تحت الرماد، سيسمع العالم منّا كلمة لا. فقد ثرنا من أجل الحرية والكرامة، وكلاهما تهيبان بنا أن نقول لا للأسد وزمرته، وكل ما من شأنه أن يعيد تسويقه"، مشيراً إلى أن الثورة "سوف تتحوّل إلى حالة مقاومة شعبية لا تستكين للطغيان والعدوان في وقت واحد".
وأضاف البيان إن الائتلاف كان ولا يزال جزءاً من الطرف الذي يعمل من أجل الحل السياسي العادل، والذي رأى في بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2118 تحقيقاً له وتطبيقاً لبنوده، مستغرباً "اعتبار العدوان والطغيان دعائم لهذا الحل"، ومستنكراً "المحاولات الجارية لإعادة تسويق نظام القتلة وعصابة الإجرام ورأسها"، وطالب الأشقاء والأصدقاء قبل غيرهم بالتزام تعهداتهم بنصرة الشعب السوري وإنصافه.
وأشار البيان إلى أن الائتلاف يعتبر الشعب السوري هو صاحب حق، وصاحب ثورة، وهو المرجع والمآل، ولن تزيده هذه المحاولات إلا تصميماً على تحقيق النصر وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، مطالباً "القوى الحية والفاعلة على الأرض برفع صوتها عالياً، وأن توحّد الصفوف في ما بينها ومع المستوى السياسي الحر".
وانتقد الائتلاف المواقف المتساهلة التي تتوالى "مع من ثبتت جرائمه ضد الإنسانية في سورية، بدلاً من إحالته إلى المحاكم الدولية المختصة بأمثاله، وبدلاً من دعم ثوارنا الذين يواجهون النظام والإرهاب الدولي معاً"، موضحاً أن ذلك يأتي "في الوقت الذي يستمر فيه نزيف شعبنا بكل الأشكال وأكثرها وحشية تحت ضربات النظام الأسدي الضارية، ويتدخل أصدقاؤه الروس والإيرانيون بشكل سافر تحت سمع العالم وبصره من دون أي ردّ فعل حقيقي من أصدقاء الشعب السوري".
كما انتقد الائتلاف الصمت المريب "من قبل أولئك الذين أخذوا يستكينون لاحتمالات الحل السياسي، من خلال تأمينه عن طريق تطمين القاتل ومكافأته، وإشاحة العينين عن الضحية، بل تطبيق الضغوط عليها استسهالاً واستثماراً لآلامها ومصابها"، ولفت الائتلاف إلى أنه لا يتوقع أيَّ آفاق منطقية "لمثل هذه المسارات المرتجلة التي تحاول بناء استقرارٍ وهمي قابل للانفجار بشكل أكثر عنفاً، واستدامة الفوضى التي نخشاها ويخشاها العالم".
اقرأ أيضا: سورية: تنفيذ "اتفاق الزبداني" خلال ساعات
وأوضح البيان أن التمركز العسكري الروسي ـ الذي لا يقل عن الاحتلال ـ في سورية، وساحلها خصوصاً، "يلغم جسم بلادنا ويضع مقدمات لتقسيمها، وينتهك سيادتها، ويأتي دعماً للنظام لا حرباً على الإرهاب كما يدعي البعض، وهو ملءٌ للفراغ الذي كان ينبغي أن يشغله شعبنا، وأن يكون وراءه أحرار العالم".
وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سالم المسلط، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن الائتلاف هو ممثل الشعب السوري وهو يتبنى رؤيته المتمسكة بنيل الحرية والكرامة ورحيل بشار الأسد، مضيفاً أن "بشار الأسد هو أساس المشكلة في سورية ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية".
وأشار المسلط إلى أن الائتلاف والفصائل العسكرية والقوى الثورية سيقفون بوجه كل المخططات التي تسعى إلى تعويم الأسد من جديد، أو إعادة تأهيله، لافتاً إلى أن الائتلاف ينتظر من أصدقاء الشعب السوري مواقف أكثر حزماً مع نظام أوغل بدماء الشعب السوري منذ أكثر من أربعة أعوام وساهم بانتشار التنظيمات الإرهابية واستجلاب المليشيات الطائفية من جنسيات متعددة.
ونوّه المسلط إلى أن التدخل الروسي والإيراني "يكشف حقيقة هذا النظام الوظائفي الذي ادعى المقاومة نصف قرن، وها هو وجهه القبيح ينكشف اليوم أمام الجميع"، مضيفاً أنه "مجرد نظام يحقق مصالح قوى دولية وإقليمية في المنطقة على حساب الشعب السوري وحريته وثرواته".
اقرأ أيضا: الحريري يرد على نصرالله: لبنان ليس ملعباً للسياسات الإيرانية