بدأ العد التنازلي للمعركة الانتخابية المرتقبة المتمثلة باختيار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الجديد، "فيفا"، والمقررة في العاصمة السويسرية زيوريخ في 26 شباط/فبراير الحالي، بعدما باشر المرشحون الخمسة سباقهم نحو توطيد العلاقات مع الاتحادات الأعضاء البالغ عددها 209 اتحادات يحق لها التصويت لاختيار الرئيس المنتظر، وسط زلزال الفساد الذي ضرب كيان أهم اتحاد رياضي في العالم.
وفي تلك الأثناء، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم دعمه الكامل للمرشح العربي البحريني، سلمان بن خليفة، وهو ما أعطى مؤشرات واضحة المعالم عن التوقعات النسبية الكبيرة لشكل المنافسة المنتظرة مع بقية المرشحين، وهم الأمير الأردني علي بن الحسين، نائب رئيس فيفا السابق، والسويسري جاني إينفانتينو أمين عام الاتحاد الأوروبي، والفرنسي جيروم شامبانيي، مساعد أمين عام فيفا السابق، ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل.
الانتخابات بالأرقام
ورغم تبقي 21 يوما على الانتخابات، التي يترقبها الجميع، فقد شكل دعم "الكاف" صورة حقيقية عما ستؤول إليه مجريات المعركة الديمقراطية، والتي يتنافس فيها المرشحون على كسب ثقة 209 أعضاء وهي عدد الأصوات التي ستشارك في تلك المعركة الانتخابية.
وبالنظر بكل بساطة للغة الأرقام، نجد أن قارة أفريقيا تضم أكبر عدد من الأصوات بين سائر الاتحادات القارية الأخرى وبواقع 54 اتحادا، بفارق صوت واحد عن الاتحاد الأوروبي (53)، فيما تضم قارة آسيا (46) صوتا، مقابل (35) صوتا للكونكاكاف "أميركا الشمالية والوسطى ومنطقة الكاريبي" و(11) صوتا لأوقيانيا و(10) أصوات لأميركا الجنوبية.
دعم الأفريقي
أعطى دعم الكاف للشيخ سلمان أهمية كبيرة للمرشح البحريني، الذي سينال دعم أفريقيا لخلافة السويسري، جوزيف بلاتر، الموقوف في رئاسة "فيفا"؛ ذلك أنه قدم هدية ثمينة للغاية لسلمان من أجل الدخول بشكل قوي في الانتخابات المرتقبة، وحين يضم الشيخ سلمان أصوات أفريقيا مع قارته الآسيوية التي يترأسها، وهو الأمر الذي صب في صالحه على حساب منافسه العربي الآخر، الأمير علي بن الحسين، سيكون سلمان الأقرب لحسم المعركة لصالحه باعتبار أن آسيا وأفريقيا تضمن ما يقارب 100 صوت، مع استثناء بعض الدول التي أعلنت احتمالية التصويت للأمير علي..ولكن؟
لم يحظ سلمان بدعم قارة أوروبا التي اتجهت فعليا صوب السويسري جاني إينفانتينو، أمين عام الاتحاد الأوروبي الأقرب إليهم من النواحي كافة، ومع هذا ستبقى الأصوات سرية داخل صناديق الاقتراع، ولن يعرف من سينتخب من، مما يضفي إثارة وغموضا على النتائج النهائية. لكن ما تشير إليه التوقعات هو أن سلمان بات قريبا من تحقيق الفوز، وتبقى تلك توقعات معرضة للتغيير.
بقية المرشحين
حاول الأمير الأردني، علي بن الحسين، الحصول على الأصوات والدعم المطلوب، لكن الاتفاق بين "الأفريقي والآسيوي" والذي اعترض عليه الأمير علي، وأبدى مخاوفه منه، كان في محله تماما، لأنه كان يعي حجم المهمة الصعبة التي حملها على كاهله، بعدما نافس بلاتر في الانتخابات الأخيرة، وتُحسب له جرأته وتقدمه في تلك الأثناء، لكنه في النهاية واجه رئيس اتحاد قاري (الشيخ سلمان) بحملته "الفردية"، التي يقودها، وربما لو استطاع كسب دعم مزيد من الأصوات خاصة عبر الكونكاكاف وبعض دول آسيا إن استطاع، سيكون له شأن في تغيير شكل المنافسة، أو كما قد تجري الأمور وفق التوقعات بانحصار المنافسة على لقب الرئيس بين الشيخ سلمان، والسويسري إينفانتينو.
ويتوقع أن يتقدم البقية من خلال الفرنسي جيروم شامبانيي، والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، بخطوة الانسحاب في ظل عدم حصولهما على قدر كاف من الأصوات حتى الآن.
من الرئيس؟
مِن الممكن القول إن الانتخابات الرئاسية أصبحت في يد "مرشحين فقط"، إلا إذا تغيرت المجريات قبل انطلاق العرس الديمقراطي، وهما الشيخ سلمان والسويسري إينفانتينو؛ لأن كليهما ضمن - ولو على الورق - أكبر عدد من الأصوات مع أفضلية للشيخ سلمان نسبيا بفضل الأفارقة، علماً بأن إينفانتينو نال دعم الاتحاد الأوروبي وأميركا الجنوبية وبعض اتحادات كونكاكاف (7 أصوات)، في حين نال سلمان بن إبراهيم دعم الاتحاد الآسيوي والأفريقي معا، في انتظار أن يجتمع اتحاد كونكاكاف في 11 الجاري لاتخاذ موقفه النهائي من الانتخابات. وقد يكون الأمر حاسما لتحديد هوية الرئيس عقب الاجتماع وقبل الدخول في معمعة الانتخابات.
اقرأ أيضاً..
الإعلام الفرنسي يعكس الهجوم على الجزائري فيغولي ويذكره بماضيه