أعلن الاتحاد الأوروبي نيته تطوير قدراته العسكرية بشكل مستقل عن الولايات المتحدة الأميركية، بسبب الشكوك حول سياسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بشأن التعاون العسكري والأمني مع دول الاتحاد ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأكد الاتحاد الأوروبي عزمه على "مواصلة العمل على تنفيذ اتفاق تغيّر المناخ، وحماية الاتفاق النووي الإيراني، وجميع الأزمات الدولية، والتي عمل عليها خلال هذه السنوات الثماني الماضية بشكل جيد مع الولايات المتحدة".
وجاء ذلك في بيان أصدرته الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ليلة الأحد الإثنين، عقب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، غير الرسمي، والذي بحث العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقالت موغريني إن "وزراء خارجية ودفاع دول الاتحاد الأوروبي سيتخذون خلال اجتماعهم، اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء، في بروكسل، قرارات بشأن تطوير قدرات الاتحاد الأوروبي العسكرية، وتوحيد السياسات الأوروبية في مجال الأمن والدفاع المشترك، بشكل مستقل، ومن منظور أوروبي، وبالتعاون مع منظمة حلف شمال الأطلسي".
وأضافت أن "الأوروبيين يتطلعون إلى شراكة قوية مع الإدارة الأميركية المقبلة، على أساس قيمنا الخاصة من ناحية، وعلى المبادئ والمصالح المشتركة من ناحية ثانية".
وأكد البيان أن "الوزراء الأوروبيين يأملون بالشروع في التعامل مع الإدارة الأميركية المقبلة في ما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية في أقرب الآجال".
ولتأكيد هذا التوجه، وجّهت موغيريني دعوة لوزير الخارجية الأميركي الجديد إلى المشاركة في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقبل، معربة عن استعدادها لزيارة واشنطن "في أقرب فرصة ممكنة".
ودعت المتحدثة إلى "ضرورة الاستثمار في شراكة قوية وفعّالة مع الولايات المتحدة، لكن في الوقت نفسه المحافظة على استقلالية ووحدة المواقف والسياسات الأوروبية".
وحول المخاوف المحتملة بشأن التغييرات التي قد تأتي مع الإدارة الأميركية الجديدة، قالت موغريني "سننتظر إلى حين معرفة جدول أعمال وتوجهات سياسة الإدارة الأميركية المقبلة والكشف عن سياستها الخارجية". ولفتت إلى أن "الاتحاد الأوروبي سيواصل في هذه الأثناء عمله، لأن العالم لا ينتظر، وسيمضي قدما، في انتظار تحديد الإدارة الأميركية المقبلة مواقفها والأجندة السياسية الخارجية الخاصة بها".
وبشأن الاتفاق النووي مع إيران وكيفية التعامل بشأنه مع الإدارة الجديدة في واشنطن، علقت قائلة إن "هذا الاتفاق ليس ثنائيا، بل هو اتفاق متعدد الأطراف، تم اتخاذه بإشراف مجلس الأمن للأمم المتحدة، لذلك هو في مصلحتنا الأوروبية، ولكن أيضا في مصلحة الأمم المتحدة، وعلى الجميع الالتزام بتنفيذه بالكامل. ومن جهتنا سنعتبره واحدا من العناصر المفاتيح التي لن تتغير".
وفي ما يخص ملف الهجرة واللاجئين، المرشح لأن يكون محل خلاف مبدئي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تحدثت المسؤولة الأوروبية عن الالتزام الأوروبي مع كافة الشركاء الدوليين في إطار الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية على الصعيد العالمي، في إدارة شؤون المهاجرين وتدفق اللاجئين، "لا سيما منهم الولايات المتحدة، التي تعتبر شريكا رئيسيا لا غنى عنه".
وأشارت إلى أن "الاتحاد الأوروبي لن يحدد جدول أعمال الولايات المتحدة في الإدارة المقبلة، وما سيعلن عنه الرئيس الأميركي المقبل ضمن أجندته الخارجية والأمنية خاصة".
ويعقد وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي، اليوم وغدا، اجتماعا رسميا مشتركا، يعد الأول من نوعه بعد الانتخابات الأميركية، ينتظر أن يتم خلاله بحث السياسة الأمنية والأوروبية المشتركة، إضافة إلى قضايا دولية وإقليمية تتعلق بمستقبل العلاقات الأوروبية الأطلسية، وسبل التنسيق مع الإدارة الجديدة في واشنطن.
وأعلن ترامب، خلال الحملة الانتخابية، أنه سيجعل الضمانات الأمنية الأميركية لحلفائها الأوروبيين مشروطة، وانتقد كلا من اتفاقية باريس الدولية لمكافحة التغيّر المناخي، واتفاق الحد من البرنامج النووي الإيراني. وتعهد في آخر تصريحاته بطرد ثلاثة ملايين مهاجر سري من بلاده، الأمر الذي أثار شكوكا وقلقا أوروبيا بشأن سياسة الرئيس الأميركي الجديد.
(الأناضول)