تعهّد الاتحاد الأوروبي، باستخدام كل القنوات الدبلوماسية للضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب، وإجلاء المدنيين من المدينة، شمالي سورية، لكنه لم يقرّر فرض عقوبات على روسيا، لدورها في دعم النظام.
وخلال قمة للاتحاد الأوروبي، في بروكسل، أمس الخميس، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في تصريحاتٍ أوردتها "رويترز"، إنّ "الاتحاد الأوروبي سيستخدم كل القنوات الدبلوماسية للضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب، وللأشخاص الذين مازالوا محاصرين هناك وعددهم 50 ألفاً".
وأوضح أنّ مطالب الاتحاد الأوروبي تتمثّل في فتح ممرّات إنسانية فوراً للسماح بدخول المساعدات إلى حلب، وإجلاء المدنيين بأمان، تحت "مراقبة محايدة ودولية".
وشدد على أنه "يجب السماح لكل الأطقم الطبية وعمال الإغاثة بدخول حلب بشكل كامل وبلا قيود"، معتبراً أنّه "ليس من الممكن إنهاء الصراع في سورية بالقوة"، معترفاً بأنّ "زعماء الاتحاد الأوروبي أدركوا أنّهم لم يتسموا بالفاعلية الكافية في التعامل مع الأمر".
كما أشار توسك إلى أنّ زعماء الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا لإجراء محادثات في بروكسل، كانوا "أكثر تشدّداً" في آرائهم بشأن سورية، عمّا كانوا عليه قبل ثلاثة أشهر، لكنّهم "لم يقرّروا فرض عقوبات جديدة على روسيا لدورها في الصراع".
بدورها، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ما يجري في سورية لاسيما في حلب، بأنّه "مخزٍ"، بينما عبّر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أسفه لفشل الجهود الدبلوماسية الأوروبية، متعهداً بأنّ باريس تعمل من أجل صدور قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أجل تأمين ممرّات إغاثة إنسانية.
وقال هولاند، في مؤتمر صحافي: "استخدمت روسيا حقّها في الاعتراض (النقض) مرات كثيرة ضد قرارات. لكن بالنسبة للموقف الراهن فهل يمكن لروسيا أن تعترض على قرار الهدف منه إنساني؟ أي مسؤولية ستتخذها إذا ذهبت إلى هذا الحد؟".
وأمل أن يكون القرار الذي سيبدأ الدبلوماسيون الإعداد له في مجلس الأمن، اليوم الجمعة، بمثابة "أساس لوقف دائم لإطلاق النار، وبداية محادثات سلام أوسع نطاقاً". كما بيّن أنّ الطائرات الحربية الروسية دمّرت كثيراً من المستشفيات، متعهداً في هذا السياق بأن يجعل روسيا تساهم مادياً في المساعدات الإنسانية، ومساعدة الجرحى.
إلى ذلك، اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على بيان مشترك يندّد بالعنف، ويطالب بوقف إطلاق النار في سورية، مؤكدين عزمهم على بذل المزيد من الجهد في هذا الشأن.
يُذكر أن شاحنات إغاثة تابعة للاتحاد الأوروبي، تنتظر لدخول مناطق المعارضة المسلحة شرق حلب منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي المساعدات الوحيدة الملموسة للاتحاد.