الاتفاق مع إسرائيل يشحذ قوى المعارضة في البحرين

17 سبتمبر 2020
احتجاجات يومية بعد توقيع الاتفاق (Getty)
+ الخط -

نشرت وكالة "رويترز" تقريرًا سلّطت فيه الضوء على انعكاسات اتفاق التطبيع البحريني مع إسرائيل داخل البلاد، حيث تنشط معارضة قلّ نظيرها في دول الخليج، وتتبنى خطًّا مناهضًا للصهيونية.

وذكرت الوكالة أنه على الرغم من أن الاتفاق سيمكّن حكام البحرين من تلقي المزيد من الدعم من شركاء غربيين وإقليميين، "إلا أنه يخاطر بتوسيع نطاق توتر سياسي وقد يشحذ قوى المعارضة بقيادة الأغلبية الشيعية بعدما أصابتها خيبة الأمل لفترة طويلة".

وأشارت إلى أن الحكومة استخدمت سلطاتها المختلفة لقمع المظاهرات التي اندلعت مع الربيع العربي، بما شمل اعتقالات ومداهمات أمنية وإسقاط الجنسية وحظر الأحزاب معارضة وإغلاق الصحف.

واستدركت بأن الغضب بدأ في الغليان من جديد منذ إعلان الاتفاق يوم الجمعة، إذ تخرج احتجاجات متفرقة للشوارع في كل ليلة تقريبا منذ الاتفاق.

وتداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي لافتات مثل "أنا بحريني والنظام البحريني لا يمثلني" و"التطبيع خيانة".

ولدى سؤال متحدث باسم الحكومة البحرينية عن معارضة الاتفاق ومزاعم المعارضة بأن الحكومة حدت من نطاق النقاشات البرلمانية بشأنه، رد بالقول إن حرية الرأي والتعبير مكفولة بموجب الدستور وإن الحكومة مستمرة في احترام ذلك بقوة.

وقال المتحدث لـ"رويترز"، في بيان: "التنوع التاريخي في البحرين شكل مجتمعا يتقبل التعايش والتسامح. تلك المبادئ ضرورية لتأمين سلام واستقرار دائمين في المنطقة وتدعم إعلان السلام الذي وقعته المملكة مع دولة إسرائيل".

ورفضت شخصيات معارضة بحرينية الاتفاق لكن أغلبهم يتحدثون من الخارج. ودعا رجل الدين الشيعي البارز في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم، الذي يعيش في المنفى في إيران، شعوب المنطقة للمقاومة.

ويقول محللون إنه على الرغم من تنامي الغضب الشعبي فقد عزز الاتفاق على الأرجح موقف الحكومة، إذ يزيد من احتمالات غض حلفائها التقليديين الطرف عن أي حملات أمنية مقبلة.

وقال غراهام غريفيثز، المدير المساعد في مؤسسة (كنترول ريسكس) للاستشارات: "ستمنح الخطوة بعض المنزلة للبحرين لدى واشنطن وهو ما قد يحد الضغط، المحدود أصلا، من الولايات المتحدة على سياساتها الداخلية".

وتعتمد البحرين منذ فترة طويلة وبشكل كبير على حليفتها المقربة السعودية وحصلت على حزمة إنقاذ مالي قيمتها عشرة مليارات دولار في 2018 من السعودية والإمارات والكويت.

وتقول شخصيات معارضة إن الحكومة استعدت للمعارضة التي سيلاقيها الاتفاق، إذ عدلت قبل أسبوع من إعلانه قانونا ليتسنى لها التحكم أكثر في مجريات الأمور في البرلمان. وكان مرسوم ملكي قد صدر في الثالث من سبتمبر/أيلول يحد من عدد المتحدثين في مجلسي البرلمان يوميا ويحظر الانتقاد أو اللوم أو الاتهامات التي وصفها بأنها قد تضر بمصالح البلاد.

وقال علي الأسود، وهو نائب سابق عن جمعية الوفاق المعارضة، والذي يعيش الآن في المنفى: "الانتقاص من صلاحيات البرلمان يجري منذ 2011 والمرسوم الملكي الأخير هو توقيع على شهادة وفاته".

واعتُبر الدفاع عن الحقوق الفلسطينية "قضية تقرها الدولة، ووحدت صفوف السنة والشيعة في البحرين لعقود، واتفاق المنامة مع إسرائيل وضع البعض في موقف حرج".

وقالت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع، التي تأسست عام 2002 ومكتبها في المنامة، إن الاتفاق فاجأها.

وقال عضو مؤسس طلب عدم ذكر اسمه "بعض الشخصيات البارزة على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تتهمنا بعدم التسامح ودعت الحكومة لحل جمعيتنا".

وأضاف "الاتفاق مع إسرائيل كان مفاجأة بالكامل بالنسبة لنا".