تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الخميس الماضي، وبشكل يومي، حملة مداهمات واعتقالات واسعة تطاول أنحاء عدة في مدينة الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية المحتلة، تتخللها مداهمة للبيوت ومصادرة للأموال واستهداف للأسرى المحررين.
وبالتزامن مع ذلك، نصب الاحتلال عشرات الحواجز العسكرية على مداخل الأحياء والقرى والبلدات المحيطة بالمدينة، والتي يتعرض فيها الأهالي لعمليات تضييق وتفتيش دقيق لمركباتهم، وعرقلة لحركة مرورهم، ما يشير إلى تخوفات وقلق من قبل سلطات الاحتلال من أهالي المدينة التي أطلق عليها عاصمة الغضب الفلسطينية إبان الهبة الجماهيرية التي اندلعت في العام 2015.
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني، أمجد النجار، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اعتقلت خلال الليل والنهار منذ الخميس الماضي نحو 30 فلسطينيا من المدينة، غالبيتهم من الأسرى المحررين، فيما صادرت أموالا من منازل داهمتها لعدد من العائلات، فيما لم يتم حصر تلك المبالغ بعد، إضافة إلى تفتيش ما يقارب 30 منزلا بشكل يومي، والعبث في محتوياتها.
ووفق النجار، فإن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لشيء ما في مدينة الخليل، ومن الواضح أكثر أنه قلق من ردود أفعال أهالي المدينة، التي سجلت عدة مواقف وعمليات فدائية كانت ثأرية وردا على جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وآخرها عدد كبير من عمليات الطعن في هبة 2015.
وأكد مدير نادي الأسير الفلسطيني أن مدينة الخليل في هبة أكتوبر/تشرين الأول 2015 أرهقت سلطات الاحتلال، وكانت المدينة تشهد أكثر من عملية طعن ودهس في اليوم الواحد، ولم يفارق القلق جنود وسلطات الاحتلال، حتى إنهم صادروا أكثر من 15 مركبة فلسطينية منذ بداية العام الحالي.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن "الخليل باتت خلال الأيام الأربعة الماضية مستباحة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن الحواجز العسكرية المنتشرة بكثرة على جميع الطرقات لتفتيش المركبات في الصباح والمساء، وعند منتصف الليل، إضافة إلى حملات الدهم والتفتيش، تشير إلى تخوفات كبيرة من قبل قادة الاحتلال من المدينة التي لم تصمت حتى اليوم، وما زالت على احتكاك دائم مع الاحتلال".
يعتبر الاحتلال الإسرائيلي، وفق تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال السنوات الماضية، أنها "ثاني أهم مدينة مقدسة للشعب اليهودي"، وفي تصريحات أخرى له أنها "قد تكون أهم مدينة للشعب اليهودي، وأنها ترتبط ارتباطا تاريخيا بالإرث الديني للشعب اليهودي"، من الحرم الإبراهيمي، ومقام سيدنا إبراهيم، وغيرها من الأماكن التي يدعي الاحتلال أنها مرتبطة دينيا به.
وتعتبر الخليل، على مدار السنوات الماضية، بحسب تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي، المخزون الاحتياطي للرد على جرائم الاحتلال في مناطق أخرى، لا سيما من "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس).
وبحسب النجار، رغم أن "عمليات الاقتحام والمداهمات المتواصلة غير واضحة المعالم، ولا أهداف الاحتلال من ورائها، إلا أنه لا يخفى تخوف قادة الاحتلال من أي ردة فعل من الخليل على الجرائم التي يرتكبها بحق أهالي قطاع غزة، لا سيما أن المدينة يوجد فيها احتكاك يومي مع قوات الاحتلال".
وقدمت الخليل، منذ سنوات طوال، عمليات فدائية للثأر لقادة المقاومة الذين اغتالهم الاحتلال في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، وخرج منها المئات من منفذي العمليات، ما يجعل الاحتلال على أهبة الاستعداد لرصد تحركات أهالي المدينة ليل نهار، خوفا من الثأر ضد الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة.