قرر الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، بناء سور إسمنتي على امتداد الحدود مع قطاع غزة، وذلك لمواجهة خطر الأنفاق الهجومية التي تحفرها حركة "حماس" حسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأشارت الصحيفة إلى أن السور سيُبنى في باطن الأرض، بعمق عشرات الأمتار، وأنه سيكلف وفق الحسابات الإسرائيلية نحو 500 مليون دولار. ومن المقرر أن يمتد هذا السور الإسمنتي على طول 60 كيلومتراً محيطاً بقطاع غزة بأكمله.
وأضافت الصحيفة، أن جيش الاحتلال بدأ عملياً ببناء مقاطع مشابهة لهذا السور، حول عدد من المستوطنات الإسرائيلية الحدودية المتاخمة للبنان، وذلك لمواجهة سيناريوهات تحدث عنها حسن نصر الله، تقوم على تنفيذ عمليات تسلل وتوغل بري لاحتلال مستوطنات إسرائيلية حدودية والسيطرة عليها.
وتُشكل عملية بناء هذه الأسوار حول المستوطنات الحدودية مع لبنان، جزءا من جملة استعدادات أعلن الاحتلال عنها، تهم احتياطات لمواجهة احتمالات اندلاع حرب قادمة مع حزب الله، ومن بينها أيضاً تنفيذ عمليات إخلاء واسعة لسكان هذه المستوطنات إلى غور الأردن ومرج بن عامر في حال اندلاع الحرب.
وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هاليفي، أعلن أمس في خطاب له أمام مؤتمر "هرتسليا" السنوي، أن المواجهة المقبلة مع حزب الله ستكون أشد وطأة وأقسى على الجبهة الداخلية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل وحزب الله غير معنيين بحدوث مثل هذه المواجهة.
في المقابل، نقلت الصحف الإسرائيلية أمس الأربعاء، تصريحات لمسؤول رفيع المستوى في وزارة الأمن الإسرائيلية (يُعتقد أنه أفثيغدور ليبيرمان)، أن "المواجهة مع (حماس) في قطاع غزة حتمية، وأنه لا يمكن استمرار الوضع القائم من حرب استنزاف طويلة. وفي حال اندلاع حرب قادمة مع "حماس" فإنها ستعني هذه المرة القضاء على سلطتها في القطاع".