وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن جنود الاحتلال "جمعوا أفراد عائلة الشهيد في مكان واحد، وتولّت طواقم هندسية تابعة لجيش الاحتلال تصوير وأخذ قياسات المنزل".
في المقابل، أكدت عائلة الشهيد فادي القنبر من جبل المكبر جنوب القدس اليوم، عدم علمها بأية قرارات بسحب إقامتها في القدس وتجريدها منها؛ مشيرة إلى أنها سمعت بهذا القرار من وسائل الإعلام.
وقال أحمد القنبر ابن شقيق الشهيد لـ"العربي الجديد"، إنه "لا علم للعائلة بذلك ولم تبلغ رسمياً به"، موضحاً أن جميع أفراد العائلة بمن فيهم والدة الشهيد مقيمون أصليون في القدس، وهم غير مقيمين بموجب معاملة لم شمل، وبالتالي سيواجهون هذا القرار قضائياً وبكل ما هو متاح من وسائل قانونية.
وفي ما يتعلق باقتحام منزل عمه فادي، قال أحمد القنبر: "جمعوا الجميع في غرفة واحدة وقاموا بتصوير المنزل وأخذ قياساته تمهيداً لهدمه".
بدوره، وصف الناشط راسم عبيدات من سكان جبل المكبر في تصريحات لـ"العربي الجديد"، قرار الداخلية الإسرائيلية بشأن سحب إقامات عائلة الشهيد القنبر، بأنه إبعاد قسري جائر وعمل انتقامي في إطار سلسلة العقوبات الجماعية.
بالتزامن مع ذلك، أخطرت بلدية الاحتلال في القدس، التي اقتحمت طواقمها جبل المكبر قبل ظهر اليوم، نحو 15 عائلة تجاور منزل الشهيد فادي القنبر بقرار هدم منازلهم بدعوى البناء غير المرخص. وهو ما اعتبره سليمان شقيرات من سكان الحي إجراء في سلسلة إجراءات انتقامية ضد المواطنين رداً على عملية القدس.
من ناحية أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد ثائر أبو غزالة من شهداء هبة القدس الحالية، في البلدة القديمة من المدينة المقدسة وعاثت فيه خراباً وتدميراً.
وسبق ذلك اعتقال قوات الاحتلال 4 شبان من سكان حارة السعدية بتهم التحريض ضد الاحتلال.
وتدعي قوات الاحتلال، أن أخويه وعم الشهيد كانوا على علم بنوايا فادي تنفيذ عملية، لكنهم لم يبلغوا عن ذلك، مما يعني الاشتباه بهم، بحسب العرف والقانون الإسرائيليين، بتهم التآمر لتنفيذ عمل إرهابي، وقامت المحكمة الإسرائيلية بتمديد اعتقالهم سبعة أيام.
واستشهد الشاب فادي القنبر، من سكان حي جبل المكبر، جنوب القدس، قبل يومين، إثر تنفيذه عملية دهس بشاحنته لجنود إسرائيليين في مدينة القدس، والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 15 جندياً.
وعقب تنفيذ العملية لم يسلم حي جبل المكبر وأهاليه وكذلك عائلة الشهيد من عقوبات الاحتلال، فأغلقت قواته طرقاً مؤدية للحي، وحققت مع بعض الشبان ومنعتهم من قيادة مركبات من فئة شحن حتى إشعار آخر، فيما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من أفراد عائلة الشهيد، بينهم زوجته، وأفرج عنهم باستثناء اثنين من أشقائه.
وتزامناً مع اقتحام منزل الشهيد القنبر، قامت طواقم من بلدية الاحتلال بتوزيع إخطارات هدم لعديد من المنازل المجاورة، بذريعة البناء غير المرخص.
ويقول المواطنون لـ"العربي الجديد" إن "الاحتلال شرع بفرض عقوبات جماعية على سكان الحي، ولم يعد الأمر يقتصر على معاقبة عائلة الشهيد".