تستهدف سلطات الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الصحافية خلال تغطيتها المواجهات المندلعة في ميادين الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وقد أصابت عدداً منهم في اليومين الماضيين، وذلك بهدف منعهم من التغطية المباشرة لغضب الفلسطينيين ورفضهم قرار الإدارة الأميركية بشأن القدس.
وتم رصد إصابة 11 صحافياً منذ بدء ردة فعل الجماهير الفلسطينية على قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، بالإضافة إلى منع بعض وسائل الإعلام من تغطية المواجهات الدائرة في الميدان ومن بينها في مدينة القدس المحتلة.
كان آخر إصابات الصحافيين هي إصابة المصور الصحافي علاء بدارنة بقنبلة غاز أصابته بشكل مباشر في رقبته، وتعرض لجروح وحروق طفيفة، فيما أُصيب الصحافي علي عبيدات بالاختناق وتكسرت عدسة الكاميرا، وذلك جراء استهدافهما مساء اليوم السبت، بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال، خلال تغطيتهما المواجهات المندلعة عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
كذلك تم الاعتداء بالضرب على الصحافية لواحظ الجعبري أثناء تغطيتها أحداث مدينة القدس المحتلة، بينما أصيب الصحافيان عمر أبو عوض برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في منطقة القدس وعادل أبو نعمة بالاختناق من جراء إصابته بقنبلة غاز في الصدر بشكل مباشر، أثناء تغطيتهما المواجهات في مدينة أريحا شرق الضفة، فيما أصيب الصحافي علي دار علي بقنبلة صوت في الرأس، والصحافيون فراس طنينة وخالد الفقيه ونسرين سلمي بالاختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وذلك خلال تغطية موجهات "بيت إيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال رام الله، بينما أصيب الصحافي محمد فوزي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمال الضفة، والصحافي أحمد حسب الله بالاختناق بالغاز في قطاع غزة.
وقال الصحافي عادل أبو نعمة، وهو مصور وكالة رويترز في مدينة أريحا، لـ"العربي الجديد": "أثناء الاستعداد للتصوير وتجهيز معدات الصحافة يوم أمس الخميس، كنت أرتدي سترة الواقي المكتوب عليها صحافة، ووقفت بجانب الزملاء في تلفزيون فلسطين، حيث كانوا يعملون على تغطية الأحداث، حينها تعرضت للإصابة بقنبلة غاز أصابت صدري بشكل مباشر".
وذكر أن إصابته كانت من جراء استهدافه بشكل مباشر بالقنبلة، إذ استنشق كمية كبيرة من الغاز ما أصابه بالإغماء، ونقل على إثره إلى المستشفى، وقد أكد أن قوات الاحتلال تعمدت إصابة الصحافيين والاعتداء عليهم، إذ لم يكن في المكان أي من الشبان المنتفضين، بل كان طاقم تلفزيون فلسطين فقط الذي يعمل على تغطية الحدث من المكان ذاته.
من جهته، قال عضو الأمانة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، عمر نزال، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الصحافيين أثناء تغطيتهم الأحداث الدائرة رفضاً للقرار الأميركي، وذلك من أجل حجب هذه الأحداث عن الإعلام والرأي العام العالمي"، مؤكداً على أن بعض الشواهد أثبتت تعمد الاحتلال استهداف الصحافيين.
وأشار إلى أن هذا المشهد معروف وتكرر كثيراً من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال استهداف الصحافيين خلال تغطية كافة الأحداث الجارية بالمنطقة، بالإضافة إلى أن الاحتلال أقدم على منع الطواقم الصحافية من تغطية الأحداث، كما جرى في مدينة القدس المحتلة، حيث تم منع بعض الصحافيين الأجانب الذين يعملون مع وكالات أميركية، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات من قبل الاحتلال تسعى إلى عدم إيصال الأحداث في الأرض الفلسطينية إلى الرأي العام الأميركي بشكل خاص والرأي العالمي بشكل عام.
وقال نزال إن نقابة الصحافيين بدأت تحركاتها منذ اليوم الأول للأحداث، واتخذت قراراً دعت فيه كافة الصحافيين إلى المقاطعة الإعلامية لكافة المؤسسات والشخصيات الأميركية الرسمية، بما فيها زيارة نائب الرئيس الأميركي للمنطقة.
ولفت إلى أنه تم اعتبار مدينة القدس المحتلة العاصمة الدائمة للإعلام العربي، وذلك خلال مؤتمر لاتحاد الصحافيين العرب عقد في بغداد، بالإضافة إلى الدعوة لتحرك كافة الصحافيين العرب يوم الأربعاء المقبل في كافة العواصم العربية، للتأكيد على وقوف الصحافيين العرب بجانب الإعلاميين الفلسطينيين.