سرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، حجر معمودية أثرياً من بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، يعود تاريخه إلى الفترة البيزنطية، قبل نحو 1600 عام.
وقال مدير بلدية تقوع، تيسير أبو مفرح، لـ"العربي الجديد"، "إن الحجر الأثري كانت قد نقلته بلدية تقوع إلى منزلي الواقع في منطقة مصنفة (ب) قبل 20 عاماً من مكان وجوده في خربة أثرية بالبلدة تقع في منطقة مصنفة (ج) للحفاظ عليه، لكننا فوجئنا فجر اليوم باقتحام تقوع ومداهمة جيش الاحتلال منزلي برفقة شاحنة وموظفين في وزارة السياحة والآثار الإسرائيلية، وحاولنا منعهم من الاستيلاء على الحجر من دون جدوى، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاهنا".
وتابع: "لا نعرف لماذا صادروا الحجر واختاروا هذا التوقيت، علماً بأن هذا الحجر قطعة أثرية مسيحية، ويعود تاريخه إلى نحو 1600 عام في العصر البيزنطي، ويبلغ وزنه نحو 7 أطنان وقطره نحو متر ونصف، وكان الحجر في خربة أثرية فيها كنيسة في تقوع، والاحتلال يعرف مكانها، لكننا لا نعرف سبب المصادرة، لقد أخبرنا وزارة السياحة والآثار الفلسطينية ليرفعوا شكوى ضد الاحتلال من طرفهم".
وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أكدت، في بيان لها، أن الحجر عبارة عن حجر ثماني الشكل لونه وردي وعليه رسوم وكتابات قديمة وصلبان محفورة، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال كثفت في الفترة الأخيرة من عمليات سرقة الآثار في فلسطين أمام العالم، وهي تتحدى بذلك كل القرارات والاتفاقيات الدولية الصادرة التي تمنع سرقة الآثار والتي تلزم سلطات الاحتلال بعدم المساس بالآثار في الأراضي التي تحتلها، وبالتالي فقد أصبح هذا الاحتلال يتحدى كل المواثيق والأعراف الدولية، وهو يمارس عمليات النهب علناً، ويواصل تدمير الآثار الفلسطينية ونهبها".
وقالت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية إن "سرقة هذا المعلم الأثري الذي كان في عهدة بلدية تقوع في محافظة بيت لحم ومن منطقة تخضع للسيطرة الفلسطينية تُعَدّ انتهاكاً خطيراً وجريمة بحق تراث فلسطين الذي يعتبر جزءاً من الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، وبالتالي ستفضح الوزارة ممارسات الاحتلال لدى المؤسسات الدولية، ومنها اليونسكو، وستطالب إسرائيل عبر هذه المنظمات بإعادة هذا المعلم فوراً إلى الوزارة".
وناشدت الوزارة الفلسطينية الشركاء الدوليين كافة والمؤسسات العاملة في التراث إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها ونهبها للتراث الفلسطيني، باعتباره تراثاً إنسانياً محمياً.