لم تفلح عشرات القنابل الغازية التي انهمرت على رؤوس المشاركين في المسيرة المنددة بالاستيطان على أراضي قرية شوفة بمحافظة طولكرم، شمال الضفة الغربية، في دفعهم للتراجع والانسحاب، بل شكلت دافعاً للكثير منهم لمحاولة الوصول إلى أقرب مسافة ممكنة من الجرافات الإسرائيلية التي تقضم الأراضي دون رحمة.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، قبل عدة أشهر، عن قراره بمصادرة نحو 800 دونم من أراضي قرى "شوفة" و"جبارة" "والرأس" في محافظة طولكرم، لبناء منطقة صناعية استيطانية، وقبل عدة أيام شرعت آليات إسرائيلية بتجريف المنطقة، التي تقع بالقرب من جدار الفصل العنصري.
وقال أمين سر حركة فتح في "شوفة" مراد دروبي، لـ"العربي الجديد": "إن عشرات الفلسطينيين، أُصيبوا اليوم الخميس، بالاختناق الشديد، وبعضهم فقد وعيه كلياً، خلال قمع جيش الاحتلال مسيرةً نُظمت للتصدي لعمليات التجريف".
وأشار دروبي إلى أن جنود الاحتلال اعتقلوا رئيس المجلس القروي في قرية "شوفة" فوزات دروبي، وشابين آخرين بعد الاعتداء عليهم بالضرب، فيما قدم متطوعو الإسعاف علاجاً ميدانياً للمصابين، وجرى نقل بعضهم للمستشفيات القريبة.
ووفقا للخريطة التي نشرها موقع إلكتروني يتبع لإدارة التخطيط في "إسرائيل"، فإن الهدف يتمثل في إقامة منطقة صناعية سيتم خلالها العمل على تغيير تخصيص الأرض من منطقة زراعية وطريق معتمدة، إلى مناطق صناعية وتجارية ومواصلات ومبان ومؤسسات عامة ومنطقة مفتوحة ومواقف سيارات وطرق.
وستمتد المنطقة الصناعية على 788 دونمًا من داخل مدينة الطيبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حتى مستوطنة "إيفني حيفتس" المقامة على أراضي الفلسطينيين في طولكرم، والتي ستشمل مناطق تجارية ونحو 130 مصنعًا.
وإذا ما تم إنشاء المنطقة الصناعية بشكل فعلي، فستكون المنطقة الثانية التي تقام على أراضي طولكرم، حيث تم إقامة منطقة "نيتساني شالوم" الصناعية غرب مدينة طولكرم، وتضم عدداً من المصانع، التي تُصّرف مياهها الملوثة إلى داخل حدود المدينة.
وتشير الأرقام إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.