وأظهرت الصور رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي نير بركات، وهو يقف إلى جانب إحدى هذه اللافتات في أحد شوارع القدس.
وقامت طواقم من بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، بوضع لافتات تقول "سفارة الولايات المتحدة" باللغات العبرية والعربية والإنكليزية، وترشد المارة إلى موقع السفارة الأميركية في حي أرنونا الاستيطاني، جنوبي القدس المحتلة، والمقام على خط الهدنة بين القدس الشرقية المحتلة والقدس الغربية، قريباً من حي جبل المكبر وبلدة صور باهر.
ومن المقرر أن يجري، الإثنين المقبل، احتفال بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب، تنفيذاً لقرار ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب.
وتعليقاً على نشر اللافتات، أكد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، أنّ إدارة ترامب "ماضية في خطوتها الغبية بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال"، داعياً "زعماء العرب والمسلمين إلى اتخاذ موقف صارم وموحد من إدارة ترامب، وعدم الرضوخ لتوجهاتها الحالية التي قد تشعل المنطقة برمتها".
وقالت صحف إسرائيلية، اليوم الإثنين، إنّ إسرائيل تستعد لمراسم وطقوس نقل السفارة الأميركية، بحضور ومشاركة وفد أميركي كبير، فيما لا يزال حضور ترامب المراسم غير واضح.
ومن المقرر أن يحضر حفل الافتتاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء حكومته، ورئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين، إضافة إلى السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان الذي سينقل في هذه المرحلة مكتبه من سفارة بلاده في تل أبيب إلى مقر القنصلية الأميركية، ليصار لاحقاً إلى توسيع المقر الحالي، وإضافة بناء جديد عليه في غضون السنوات الخمس المقبلة، بعد أن يكون قد حصل على جميع التراخيص اللازمة لهذا الغرض.
أما مشاركة الرئيس الأميركي شخصياً في هذا الاحتفال الذي يتزامن مع الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل"، فلم تحسم بعد، حيث سبق أن أعلن نيته الحضور، ثم استبعد ذلك، قبل أن يعود ليتحدث عن إمكانية حضوره ومشاركته فعلاً، والتي قد يتخللها إعلان سياسي بخصوص خطته للسلام "صفقة القرن".
وفي الوقت عينه، ذكرت صحف إسرائيلية أنّ الترتيبات الأمنية الجارية لا تؤشر إلى إمكانية حضور ترامب، وفقاً للوضع الحالي على الأقل، إذ لم تصل وفود أمنية كبيرة من أجهزة الأمن الأميركية لتنسيق عمليات حراسة وتأمين وصول عناصر الوفد الأميركي الذي سيشارك في المراسم.
ولغاية الآن، يتضح أنّ من تأكد وصولهم إلى المراسم من المسؤولين الأميركيين، هم: جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره، وزوجته إيفانكا ترامب، ووزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين، وعدد من أعضاء الكونغرس، فيما ينتظر أن يحضر المراسم نحو 80 شخصاً.
وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في بيان، جميع ممثلي الدول، بمن فيهم أعضاء السلك الدبلوماسي، ومنظمات المجتمع المدني والسلطات الدينية، بمقاطعة الحفل.
وقال عريقات إنّ "المشاركة في حفل الافتتاح تضفي الشرعية على قرار غير شرعي وغير قانوني، وتعزز الصمت على سياسات الاحتلال الاستعماري والضم"، مؤكداً أنّ مشاركة أي دولة في حفل افتتاح السفارة الأميركية يجعلها "شريكة في جريمة انتهاك حق الشعب الفلسطيني بعاصمته السيادية واستباحة أرضه".
يُذكر أنّ للقنصلية الأميركية حالياً مقرين، أحدهما في الشطر الشرقي من القدس، وقد حوّلته، أخيراً، إلى ما يعرف بـ"البيت الأميركي"، وفيه تنفذ فعاليات وأنشطة ثقافية خاصة بالفلسطينيين، أما المقر الثاني فيقع بالقرب من مقبرة مأمن الله في القدس الغربية، ويقدم خدمات قنصلية لمواطني المدينة المقدسة وللإسرائيليين. وسيشكّل المقر الثالث في حي أرنونا الاستيطاني، المقر المؤقت لسفارة الولايات المتحدة في القدس.