واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إغلاقه مداخل قرى جنوبي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، بحجة البحث عن منفذي عملية أمس في مستوطنة "براخا" المقامة على أراضي الفلسطينيين هناك.
وأغلقت قواته المدخل الثاني والرئيسي لقرية مادما جنوبي المدينة، حيث أكد رئيس المجلس القروي، بهجت زيادة، لـ"العربي الجديد"، أن "جرافات عسكرية برفقة آليات عسكرية قامت بإغلاق المدخل الشرقي للبلدة، حيث أغلقته بالسواتر الترابية والصخور". وأضاف أن "قوات الاحتلال ومنذ ليلة أمس، وهي في محيط القرية تجري عمليات بحث وتمشيط في المكان".
وكان الاحتلال قد أغلق صباح اليوم المدخل الشمالي المؤدي إلى طريق بلدة تل وعراق بورين، ومن ثم مدينة نابلس.
ولفت زيادة إلى أن "الممر الوحيد، الذي سلكه أهالي القرية للخروج والدخول منها، هو طريق عصيرة القبلية".
كذلك، روى سائق مركبة عمومية، لـ"العربي الجديد"، عن "المعاناة التي تعرض لها الأهالي في أثناء عودتهم من العمل إلى قراهم".
وأشار فادي أحمد، وهو سائق على خط نابلس - عصيرة وبورين ومادما إلى أن "جنود الاحتلال أغلقوا كافة الطرق الرئيسية وحتى الفرعية، مما اضطرنا، كسائقين، إلى استخدام طرق بعيدة تختلف في الوقت عن الطرق الرئيسية قرابة ساعة كاملة".
وتابع: "نتعرض لاعتداءات من جنود الاحتلال، الذين ينصبون الحواجز في حال حاولنا الحديث معهم، كذلك بعض الحواجز تقوم بإيقافنا وتأخيرنا ساعات كما حدث مساء أمس بعد حدوث العملية".
اقرأ أيضاً:الفلسطينيون يودعون شهيدي عملية نابلس
وفي بلدة عراق بورين، أطبق الاحتلال على كافة مداخلها بالسواتر الترابية والحواجز العسكرية، منذ ساعة العملية أمس.
وقد أوضح الأستاذ جبران قادوس، لـ"العربي الجديد"، أن "ظروف حصار يعيشها أهالي البلدة منذ أربع وعشرين ساعة متواصلة، إضافة إلى اقتحام البلدة فجر اليوم، وإجراء تفتيشات دقيقة في منازل الأهالي".
وأضاف قادوس أن "ثلاثة مداخل للقرية تؤدي إلى الخروج منها إلى مدينة نابلس وقرية تل، وبورين مغلقة تماما، وغير مسموح لأي أحد أن يمر عبرها، بينما أُبلغ المجلس القروي في البلدة بالسماح لمن تفوق أعمارهم سن 45 عاما، والأطفال تحت سن 9 سنوات وفي الحالات الطارئة بالمرور عبر الحواجز مشيا على الأقدام".
أما في بلدة حوارة جنوبي مدينة نابلس، فتمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من الدخول إلى البلدة، واضعة سواتر ترابية بين البلدة وبلدة بيتا المجاورة، حيث تسمح فقط للمستوطنين الإسرائيليين بالمرور عبرها، إضافة إلى إغلاق الشارع الالتفافي المحاذي لقرية بورين والمؤدي إلى مدينة قلقيلية شمالا.
في موازاة ذلك، هاجم عدد من المستوطنين على طريق بلدتي عصيرة القبلية وعوريف مركبات فلسطينية في أثناء مرورها من هناك بالحجارة، مما أدى إلى تكسير زجاج المركبات وإعاقة الطريق، في حين قال شهود عيان إن المستوطنين ألقوا الحجارة ومن ثم انسحبوا باتجاه مستوطنة "يتسهار"، الجاثمة على أراضي أهالي قرى جنوب مدينة نابلس.
وتأتي هذه الإجراءات العسكرية الإسرائيلية ضمن عمليات البحث والتمشيط عن منفذي العملية، اللذين لاذا بالفرار بعد أن طعنا جنديين إسرائيليين في مستوطنة "براخا"، إضافة إلى سياسة العقاب الجماعي، التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين في محيط المنطقة، التي تحدث فيها عمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً:استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال جنوب نابلس