في إطار حملتها لتهويد الحجر والبشر والمياه، فوق الأرض وفي باطنها، وتزييف التاريخ، تعمل سلطات الاحتلال على تعزيز سيطرتها على الينابيع ومسارات المياه في القدس المحتلة، عبر تعميقها وتحويلها إلى مسارات تلمودية لتضفي صبغة تاريخية عبرية مزعومة عليها.
وأكّدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، في تقرير صدر لها أمس الأربعاء، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعزّز من سيطرتها على مسارات ينابيع وقنوات وأعين المياه العربية التاريخية العريقة، في منطقة بلدة سلوان، الواقعة جنوب المسجد الأقصى، وتعمل على تحويلها إلى مسارات "تلمودية" (توراتية).
وبيّنت المؤسسة في تقريرها أنّ مسارات الينابيع أنشئت منذ الفترة اليبوسية/ الكنعانية ثم الإسلامية، وتعمل سلطات الاحتلال على تعميق وتفريع الحفريات والأنفاق، وتحويلها إلى شبكة من الأنفاق والمسارات التلمودية، يصل طولها إلى نحو 1000 متر، تبدأ من رأس هضبة سلوان، منطقة عين أم الدرج، وتتجه شمالاً إلى منطقة العين الفوقا، وتنتهي في منطقة عين سلوان قرب مسجد القرية.
وأشار التقرير إلى أنّ سلطات الاحتلال نفذت حفريات متواصلة منذ عام 1978، بادّعاء تاريخي عبري موهوم، لتطمس من خلالها حقائق التاريخ والآثار.
ونتيجة زيارات ميدانية من قبل المؤسسة لموقع المسارات وإجرائها دراسات متأنية، تأكّد لها أنّ الاحتلال يقوم بتعميق وتكثيف حملته في تهويد باطن الأرض، في منطقة سلوان القريبة من المسجد الأقصى، خصوصاً في ظل تنفيذ حفريات جديدة، وتجديد حفريات قديمة، في تلك المسارات، وتحويلها إلى ما يشبه المعرض والمتحف تحت الأرض.
وقال التقرير إن الاحتلال "يحاول الترويج للتاريخ العبري المزعوم، ويستجلب السياح الأجانب، الذين يصل عددهم إلى نحو نصف مليون زائر سنوياً، لمحاولة تمرير رواية تلمودية كاذبة، وربطها بأسطورة الهيكل المزعوم".
إضافة إلى ذلك، يحاول الاحتلال أن يطلق على هذه الأنفاق ومسارات الينابيع أسماء عبرية، من أجل تشويه التاريخ وسرقته، فيما يلاحظ من خلال زيارة تلك المسارات وجود حفريات وتفرعات جديدة.