في تطور لافت في التحقيقات حول هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني في باريس، أعلن مكتب مدعي باريس، فرانسوا مولان، أنه تم التعرف على جثة الجهادي البلجيكي، عبدالحميد أباعود، الذي يعتبره المحققون الفرنسيون العقل المدبر لاعتداءات باريس، موضحا أنه كان بين القتلى الذين سقطوا إثر عملية المداهمة التي نفذتها الشرطة، فجر أمس الأربعاء، في ضاحية سان دوني شمال باريس.
وكانت المداهمة أسفرت عن مقتل شخصين، أحدهما امرأة فجرت نفسها بواسطة حزام ناسف، في حين قُتل شخص آخر أثناء تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، واتضح بعد تحليلات الحمض النووي أنه عبدالحميد أباعود. وأسفرت العملية أيضاً عن اعتقال سبعة أشخاص، ثلاثة من داخل الشقة المحاصرة والبقية من شقق مجاورة في ذات البناية. وأصيب عدد من رجال الأمن في أثناء تبادل إطلاق النار.
وأباعود، وكنيته أبو عمر السوسي، جهادي بلجيكي من أصول مغربية، ولد عام 1987 في بلدة مولنبيك في منطقة بروكسل، وغادر بلجيكا إلى شمال سورية للالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حيث نشط في تدريب وتأطير الجهاديين الأجانب، خاصة المتحدثين بالفرنسية. وظهر أبا عود في فيديو لتنظيم "الدولة الإسلامية"، معتمراً قلنسوة من الطراز الأفغاني، ليتباهى بارتكاب إعدامات وأعمال قتل وهو يخاطب الكاميرا من خلف مقود سيارة تجر جثثا مشوهة.
وتعتبر مصالح الاستخبارات الفرنسية الجهادي البلجيكي، والذي انضم إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" بداية عام 2013، أحد أهم العقول المدبرة للعمليات الإرهابية داخل الأراضي الفرنسية، وأنه شارك بطريقة أو بأخرى في التخطيط للهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية بشكل متسلسل في الآونة الأخيرة.
كما أن أباعود على صلة وطيدة بالمشتبه به الرئيسي في هذه الاعتداءات، صلاح عبدالسلام، الذي ما زالت الشرطتان الفرنسية والبلجيكية تبحثان عنه حتى الساعة.
وسارع رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، إلى الإشادة بتصفية قوات النخبة الخاصة أباعود، داعيا إلى التزام الحذر، لأن التهديدات ما زالت قائمة.