فيما يتواصل على مدار الساعة، فكّ لغز اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي؛ عبر الكشف عن معلومات موثقة بالصور والشهادات، يتضح أكثر مدى تورّط النظام السعودي بالقضية على أعلى المستويات، ويتبيّن أنّ "إخفاء" خاشقجي، سواء بالاختطاف أو التصفية، جرى عن سابق ترصّد وتخطيط.
على الأقل، هذا ما تؤكّده أيضًا المعلومات التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية اليوم، إذ نقلت عن مصادر في الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، قولها إنّها (الاستخبارات) رصدت اتصالات مسؤولين سعوديين يناقشون خطة للقبض على خاشقجي. وقال مصدر استخباري وصفته الصحيفة بالمطلع إنّ السعوديين أرادوا استدراج خاشقجي إلى المملكة العربية السعودية، واحتجازه هناك. ولم يتضح ما إذا كان السعوديون يعتزمون اعتقال واستجواب خاشقجي أم قتله، أو إذا حذرت الولايات المتحدة خاشقجي من أنّه مستهدف، على حد قول المصدر نفسه.
وتؤكّد كذلك المعطيات والمعلومات المتداولة منذ اختفاء خاشقجي في إسطنبول على نية مبيتة لدى السعودية لاستدراج خاشقجي واعتقاله أو تصفيته. إذ بحسب تسلسل الأحداث منذ ما قبل اختفائه، فإنّ الصحافي السعودي كان قد زار القتصلية السعودية في إسطنبول قبل يومين من زيارته الثانية، طالبًا الحصول على أوراق، فأُعطي موعدًا لاحقًا بعد يومين، أيّ في 2 أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري.وقبل موعد خاشقجي بساعات، تحديدًا عند الساعة 3:13 فجراً، وصلت طائرة مستأجرة خاصة تقل 9 مسؤولين وضباط استخبارات سعوديين، بعضهم يحمل جوازات سفر دبلوماسية، من الرياض إلى مطار أتاتورك في إسطنبول. فيما دخل خاشقجي مبنى القنصلية، ولم يخرج، عند الساعة الواحدة و14 دقيقة (1:14) ظهرًا.
وعند الساعة 5:15 من مساء اليوم نفسه، أي بعد حوالى ثلاث ساعات من دخول خاشقجي مبنى القنصلية، هبطت طائرة "سكاي برايم" أخرى تقل 6 مسؤولين سعوديين في مطار أتاتورك في إسطنبول. وغادرت بعد ساعة من هبوطها، متوقفة في القاهرة قبل العودة إلى الرياض.
وفي الساعة 10:46 مساء، غادرت الطائرة الأولى التي وصلت في وقت سابق يوم الثلاثاء، إسطنبول إلى دبي.