ومن المتوقع أن تعود حركة الاقتراع وتنشط في ساعات ما بعد الظهر وحتى إقفال صناديق الاقتراع عند السابعة مساءً، وهي ساعات عادة ترتفع فيها نسبة إقبال المقترعين. وتأتي نسبة الاقتراع المتدنيّة في بيروت على الرغم من إدلاء كل من زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، ورئيس الحكومة تمام سلام، بأصواتهما بعد ساعتين من فتح صناديق الاقتراع في محاولة لحثّ الناخبين المحسوبين عليهم للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
وفيما كانت مدينة زحلة تشهد إشاكالاً بين مناصري ميريام سكاف، زوجة النائب الراحل إيلي سكاف، ومناصري النائب نقولا فتوش على خلفية اتهامات متبادلة بدفع الرشاوى للناخبين، لم يشهد المشهد الانتخابي أي تجاوزات كبرى قادرة على تعطيل الاستحقاق أو التأثير فيه.
أما في بيروت فتمّ تسجيل عدد من الإشكالات البسيطة في مناطق مختلفة، أبرزها في الأشرفية، حيث وقع إشكال داخلي بين أنصار التيار الوطني الحرّ (الذي يرأسه الوزير جبران باسيل، صهر النائب ميشال عون)، في حين سجّل إشكال آخر بين مندوبين من لائحة "بيروت مدينتي" وآخرين تابعين لجميعة المشاريع إثر محاولة هؤلاء تمزيق لوائح "بيروت مدينتي" لدى تسليمها للناخبين، ما أدى إلى تدخّل القوى الأمنية وضبط الأوضاع ومنع الاعتداء على الناشطين في الحملة المدنية التي تخوض المعركة الانتخابية بوجه "لائحة البيارتة" المدعومة من كل الأحزاب السياسية في قوى 8 آذار و14 آذار.
وبرزت حركة "بيروت مدينتي" في شوارع الأشرفية (ذي الغالبية المسيحية)، حيث نشط مندوبوها بين الناس والناخبين لتقديم البرنامج الانتخابي لحملتهم وهو ما لاقى استحسان العديد من المقترعين بمن فيهم كبار السنّ. وقال أحد هؤلاء لـ"العربي الجديد" إنّ الحركة "التي قامت بيها بيروت مدينتي تدلّ على أنّ التغيير يمكن أن يحصل، وإن لم يكن اليوم فربما غداً". وتلخّص هذه العبارة جزءاً من الجو العام في العاصمة، ورغبة سكان المدينة في إحداث تغيير وتعديل ورفض السيطرة المطلقة للأحزاب والطوائف على الانتخابات.
أما في الجهة الأخرى من بيروت، في منطقة زقاق البلاط (المختلطة مذهبياً وطائفياً) وقف أنصار حركة أمل وتيار المستقبل جنباً الى جنب، للترويج للائحة "البيارتة". وسجل غياب تام لماكينة "حزب الله" الانتخابية عن أجواء المعركة البلدية في العاصمة، واكتفى عدد قليل من أنصار الحزب بالترويج للوائح المخترة أمام المدارس الرسمية والخاصة التي تجري فيها عملية الاقتراع. وشكّل حضور أنصار اللوائح غير الحزبية كـ"بيروت مدينتي" ولائحة "مواطنون ومواطنات في دولة" (التي يترأسها الوزير السابق شربل نحاس) ولائحة "تيار الواقع" (لائحة بأغلبية سنية)، إضافةً جديدة في المنطقة التي يختصر التمثيل السياسي فيها بالثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) بوجود سنّي ضئيل.
في حين كان لافتاً مشاركة أبناء الطائفة الأرمنية في مناطق مختلفة من بيروت، وتركّز نشاطها في ساعات الصباح ليعود ويتدنى مع ساعات الظهيرة. كما سجلت القوى الأمنية والعسكرية تواجدا كثيفا في المنطقة، وتغاضى عناصر الجيش عن بعض المخالفات التي ارتكبها أنصار حركة أمل وعدد من مرشحي المخترة، ومنها التجول باستخدام الدراجات النارية رغم إصدار تعميم بمنع سيرها وممارسة الترويج الانتخابي على أبواب المراكز الانتخابية مباشرة.