افتتحت صناديق الاقتراع للانتخابات النيابية اللبنانية، عند السابعة من صباح اليوم الأحد، في انتخابات هي الأولى من نوعها منذ عام 2009، وذلك في 15 دائرة انتخابية، نص القانون الانتخابي الجديد الذي يعتمد النظام النسبي لاحتساب الأصوات على إيجادها.
وأعلنت غرفة عمليات الانتخابات في وزارة الداخلية، انتهاء عملية تسليم صناديق الاقتراع البالغ عددها 6793 صندوقا، مساء السبت.
وقد شهد ليل السبت - الأحد سلسلة أحداث أمنية وسياسية، أهمها اندلاع إشكال بين أنصار "تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، وبين أنصار "حزب الله"، أمام المقر الرئيسي لـ"المستقبل" في بيروت. وأُفيد بسقوط عدد من الجرحى بعد تعرّضهم للرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن المرشح عن المقعد السني في دائرة الشمال الثانية على "لائحة العزم"، جهاد يوسف، انسحابه من معركة الانتخابات النيابية. وكان يوسف قد ترشح ضمن لائحة رئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، الذي يخوض معركة سياسية في الشمال اللبناني مع رئيس الحكومة الحالي، سعد الحريري.
وقال المرشحّ المنسحب، في بيان، إنه "توصل إلى هذا القرار، نتيجة التشاور مع دولة الرئيس سعد الحريري".
وفي مقابلة مع قناة "بي بي سي" البريطانية، أعرب رئيس الجمهورية، ميشال عون، عن رضاه عن قانون الانتخاب الجديد الذي اعتمد النسبية والصوت التفضيلي، لأنه "سيتيح المجال لتمثيل الأكثريات والأقليات في آن معاً وبالطريقة الأصح، مما ينتج مجلساً نيابياً يؤمّن المزيد من الاستقرار الداخلي".
واعتبر عون أن القانون "ليس مسؤولاً عن إثارة الغرائز ونشر الأجواء الطائفية، بل المسؤولية يتحمّلها السياسيون الذين استخدموا هذا الأسلوب". معرباً عن أمله في أن "يتم تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة وفقا للقواعد المحدّدة في الدستور، لافتاً إلى أنّ المهم هو الحفاظ على الوحدة الوطنية في أي تركيبة حكومية مقبلة، وإذا تعذّر ذلك يتم اللجوء إلى الأكثرية، ومن لا يشارك يبقى في المعارضة".
ويحق لحوالي 3.8 ملايين لبناني المشاركة في انتخاب 128 نائبا من أصل 580 مرشحاً موزعين ضمن 77 لائحة. وقد سجلت دائرة بيروت الثانية (دار المريسة – رأس بيروت- زقاق البلاط - المزرعة – المصيطبة – ميناء الحصن – الباشورة- المرفأ) التي تحمل رمزية تمثيل عاصمة لبنان، العدد الأكبر من اللوائح المتنافسة بتسع لوائح، وهي تضم 11 مقعداً نيابياً موزعة بين مختلف الطوائف.
في المقابل، سجّلت دائرة الجنوب الثانية (صور - قرى صيدا) أقل عدد من اللوائح المسجّلة، مع لائحتين فقط تتنافسان على 7 مقاعد نيابية.
وقد شهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاع حدة الخطاب السياسي والطائفي لمُختلف الأحزاب المُشاركة في الحكومة والبرلمان، في محاولة للحد من إمكانية خرق المرشحين المستقلين ومرشحي المجتمع المدني للوائحهم. وقد شهدت دوائر كـ"بعلبك الهرمل" شرقي لبنان، والشمال الثانية (طرابلس، المنية، الضنية)، وبيروت الثانية، إشكالات أمنية عديدة نتيجة حماوة المعركة الانتخابية.