لم تترك الصحافة الاسكندنافية، رغم إجازة عيد الفصح، الانتخابات الرئاسية في مصر، تمر من دون تغطية مفصلة، مستعيدةً تاريخاً مصرياً قديماً. بعناوين بارزة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "الذي قدم نفسه كطفل بازار هادئ حتى أصبح فرعوناً وحشياً"، كما ذهبت صحيفة "إنفارماشيون" الدنماركية ضمن سلسلة تغطية بقية صحف اسكندنافيا، التي كتبت عن المسرحية الانتخابية.
صحيفة "إنفارماشيون" وبعنوان يستعيد تاريخ مصر من الفراعنة إلى ناصر والسادات ومبارك والانقلاب على مرسي، وكيف أن السيسي قدم نفسه إلى الأخير كرجل هادئ وترك الناس يظنون أنه مؤيد له قبل أن يبين عن أنه "يريد أن يكون فرعونا"، ذهبت إلى القول "فعندما يفتح السيسي فمه لا أحد يعرف أبدا الجملة التالية. ينفجر بتهديدات وغضب، وقد فعلها في يناير الماضي بتهديد المصريين بالقتل إن هم ثاروا مرة أخرى".
وتحدثت الصحيفة مع صحافيين مصريين استعادوا "تهديداته برفع إصبعه كما فعل القذافي حين قال للناس أنا لست سياسياً، وأقسم بالله أنه يجب أن لا يجرب أحد شيئاً معه". وبالرغم من كل محاولات السيسي "عرض أيديولوجية، وأنسنة وجه حكمه، إلا أن ما يميزه عن سابقيه من الرؤساء أنه لا يثق بأحد"، بحسب الكاتب عبد الله السناوي.
ويمضي السناوي الذي تشير الصحيفة إلى أنه من بين قلائل لم يسجنوا بعد، للقول أن "السيسي يفهم اندلاع ثورة 2011 لأن مبارك كان ليّناً مع المصريين، وأنه رضخ لضغوط أميركية في الحريات العامة والإصلاحات الديمقراطية والسماح لمنظمات المجتمع المدني والدولية بالعمل".
وبالنسبة للسناوي فإن السيسي والجنرالات غضبوا من مبارك "لأنه أراد توريث ابنه جمال ونسي من هم الأسياد وجذوره، لذا تراك اليوم أمام تسيد الجيش والأمن في مصر".
ولم تمر في الدول الاسكندنافية الصورة التي أراد لها نظام السيسي أن يراها الغرب. فقد تطرقت معظم وسائل الإعلام إلى الانتخابات بتهكم وقسوة كبيرين. وفي اليومية السويدية، "سفانسكا داغ بلاديت" جاء عنوان "الطعام والنقود طعم لجر المصريين للتصويت".
وبتفاصيل كثيرة تحدثت الصحيفة، وغيرها، عما جرى في مصر ملخصة الانتخابات بأن "مشكلة السيسي أنه نجح بدون تصويت، فمنافسه موسى مصطفى موسى مؤيد كبير له".. ولم تغفل تلك الصحف اعتماد السيسي على السلفيين "فهؤلاء المتشددون في حزب النور دعموه في مفارقة عجيبة لإظهار أن هناك مشاركة في التصويت ومقايضة الصرف الصحي والمياه بالتصويت، وبعض الجنيهات".
اقــرأ أيضاً
وعنونت "بوليتيكن": "السيسي لم يكن ليستطيع الإمساك بالسلطة لولا استخدام العنف بلا رحمة، أمر ينذر بخطر انفجار جديد". وفي افتتاحيتها بعنوان "السيسي متوحش، لكنه قائد ضعيف" ذهبت لشرح الواقع في مصر قائلةً "حين تذهب الدولة العربية الأكثر سكاناً لـ"انتخابات" بوجود مرشحين يعني أنك حقيقة أمام مرشح واحد. سمح لمنافس واحد يسمى موسى مصطفى موسى، يؤيد السيسي وينتقد معارضيه، وبقية المرشحين المحتملين إما في السجون أو أُخرسوا".
وبلغة تهكمية تتساءل "بوليتيكن": ديمقراطية؟ وتجيب فورًا "انسَ ذلك، لقد أمل المصريون بحرية سياسية في 2011، الجيش تركهم في ميدان التحرير لتحدي الرئيس المخلوع حسني مبارك، وانتخبوا رئيساً آخر من "الإخوان المسلمين". السيسي العسكري أنهى التجربة الديمقراطية الهشة بحظر الإخوان والانقلاب والاستيلاء على السلطة. اليوم الجيش يسيطر على الاقتصاد والأمن والسياسة. وعلى تلك الخلفية السيسي يحكم... السيسي ترشح... السيسي يفوز.. لكن، مصر، الزعيمة التاريخية الطبيعية للعالم العربي... تخسر".
وتعدد الافتتاحية ما تسميه "هدر السيسي لاقتصاد ومقدرات البلد ودفعه نحو مستنقع، فالجيش هو صاحب الدور الكبير فيما القطاع الخاص تضاءل جدًا، في مشاريع ليست ضرورية، كتوسعة قناة السويس، ودفع بدولة مديونة لاختيار عاصمة (إدارية) جديدة في الصحراء، ربما لأن الجيش سئم واستسلم من فوضى القاهرة".
وحول يوميات المصريين راحت "بوليتيكن" تقدّم للقارئ "ليس في مجتمع فقير على حافة الانهيار من شيء تقدمه للحفاظ على الاستقرار وشرعنة القيادة". لتخلص إلى أنّ "التفتت في سيناء، والإرهاب، وانصهار الاقتصاد في المدن، وغياب النموذج وتركز السلطة في يد رجل واحد ليس عنده سوى الرقابة والسجون وسوء معاملة البشر لا يخلق سوى مهزلة انتخابات كتعبير عن مأساة وكارثة المصريين، بل تذكير لنا كيف أن أنظمة المنطقة العربية الاستبدادية أفلست وفشلت".
وفي موضوع لافت لفترة ما بعد انتهاء الانتخابات، عادت "بوليتيكن" بعنوان "الاقتراع الأصعب للسيسي قادم، فما ينتظره المصريون تغيير للدستور". وفصّلت الصحيفة" فجأة وقبل ساعتين من إقفال الصناديق بدأ التدفق، نساء ورجال من مناطق فقيرة في القاهرة القديمة ملبين نداء الاستعجال للحصول على خمسين جنيها مصريا وهو ما يقارب 20 كرونه عندنا".
وشرحت "في الواقع لم تترك وسيلة إلا وحاولها لاظهار مشاركة كبيرة وقنواته الرسمية أخبرتنا بأنه شارك 40 في المائة من 60 مليون ناخب وفاز الرجل بـ92 في المائة بينما منافسه حل ثالثا... رغم أنه الوحيد إلا أن بعض المصريين الذين أجبروا أو قبلوا الرشوة شكلوا نسبة 5 في المائة جعلوا الورقة ملغية... ومنافسه حصل على 1 في المائة".
ورأت "بوليتيكن" أنه لم يكن من أحد يشك بأن السيسي سيعاد انتخابه، فكل شيء في الإدارة المصرية تحت تصرفه "وكل شيء يسير كظله. لكن، عوائق كثيرة تنتظره ليستمر بعد فترتين من 4 سنوات حتى 2022، ومنذ الآن بدأ مؤيدوه في البرلمان والإعلام يطرحون فكرة تغيير الدستور، على الورق يتطلب ذلك استفتاء شعبيا، لكن عقدا كثيرة تقف في طريقه، ليس أقلها من داخل نظامه حيث يرغب الجيش أكثر في أن يكون الحكم تداوليا بينهم".
صحيفة "إنفارماشيون" وبعنوان يستعيد تاريخ مصر من الفراعنة إلى ناصر والسادات ومبارك والانقلاب على مرسي، وكيف أن السيسي قدم نفسه إلى الأخير كرجل هادئ وترك الناس يظنون أنه مؤيد له قبل أن يبين عن أنه "يريد أن يكون فرعونا"، ذهبت إلى القول "فعندما يفتح السيسي فمه لا أحد يعرف أبدا الجملة التالية. ينفجر بتهديدات وغضب، وقد فعلها في يناير الماضي بتهديد المصريين بالقتل إن هم ثاروا مرة أخرى".
وتحدثت الصحيفة مع صحافيين مصريين استعادوا "تهديداته برفع إصبعه كما فعل القذافي حين قال للناس أنا لست سياسياً، وأقسم بالله أنه يجب أن لا يجرب أحد شيئاً معه". وبالرغم من كل محاولات السيسي "عرض أيديولوجية، وأنسنة وجه حكمه، إلا أن ما يميزه عن سابقيه من الرؤساء أنه لا يثق بأحد"، بحسب الكاتب عبد الله السناوي.
ويمضي السناوي الذي تشير الصحيفة إلى أنه من بين قلائل لم يسجنوا بعد، للقول أن "السيسي يفهم اندلاع ثورة 2011 لأن مبارك كان ليّناً مع المصريين، وأنه رضخ لضغوط أميركية في الحريات العامة والإصلاحات الديمقراطية والسماح لمنظمات المجتمع المدني والدولية بالعمل".
وبالنسبة للسناوي فإن السيسي والجنرالات غضبوا من مبارك "لأنه أراد توريث ابنه جمال ونسي من هم الأسياد وجذوره، لذا تراك اليوم أمام تسيد الجيش والأمن في مصر".
ولم تمر في الدول الاسكندنافية الصورة التي أراد لها نظام السيسي أن يراها الغرب. فقد تطرقت معظم وسائل الإعلام إلى الانتخابات بتهكم وقسوة كبيرين. وفي اليومية السويدية، "سفانسكا داغ بلاديت" جاء عنوان "الطعام والنقود طعم لجر المصريين للتصويت".
وبتفاصيل كثيرة تحدثت الصحيفة، وغيرها، عما جرى في مصر ملخصة الانتخابات بأن "مشكلة السيسي أنه نجح بدون تصويت، فمنافسه موسى مصطفى موسى مؤيد كبير له".. ولم تغفل تلك الصحف اعتماد السيسي على السلفيين "فهؤلاء المتشددون في حزب النور دعموه في مفارقة عجيبة لإظهار أن هناك مشاركة في التصويت ومقايضة الصرف الصحي والمياه بالتصويت، وبعض الجنيهات".
وعنونت "بوليتيكن": "السيسي لم يكن ليستطيع الإمساك بالسلطة لولا استخدام العنف بلا رحمة، أمر ينذر بخطر انفجار جديد". وفي افتتاحيتها بعنوان "السيسي متوحش، لكنه قائد ضعيف" ذهبت لشرح الواقع في مصر قائلةً "حين تذهب الدولة العربية الأكثر سكاناً لـ"انتخابات" بوجود مرشحين يعني أنك حقيقة أمام مرشح واحد. سمح لمنافس واحد يسمى موسى مصطفى موسى، يؤيد السيسي وينتقد معارضيه، وبقية المرشحين المحتملين إما في السجون أو أُخرسوا".
وبلغة تهكمية تتساءل "بوليتيكن": ديمقراطية؟ وتجيب فورًا "انسَ ذلك، لقد أمل المصريون بحرية سياسية في 2011، الجيش تركهم في ميدان التحرير لتحدي الرئيس المخلوع حسني مبارك، وانتخبوا رئيساً آخر من "الإخوان المسلمين". السيسي العسكري أنهى التجربة الديمقراطية الهشة بحظر الإخوان والانقلاب والاستيلاء على السلطة. اليوم الجيش يسيطر على الاقتصاد والأمن والسياسة. وعلى تلك الخلفية السيسي يحكم... السيسي ترشح... السيسي يفوز.. لكن، مصر، الزعيمة التاريخية الطبيعية للعالم العربي... تخسر".
وتعدد الافتتاحية ما تسميه "هدر السيسي لاقتصاد ومقدرات البلد ودفعه نحو مستنقع، فالجيش هو صاحب الدور الكبير فيما القطاع الخاص تضاءل جدًا، في مشاريع ليست ضرورية، كتوسعة قناة السويس، ودفع بدولة مديونة لاختيار عاصمة (إدارية) جديدة في الصحراء، ربما لأن الجيش سئم واستسلم من فوضى القاهرة".
وحول يوميات المصريين راحت "بوليتيكن" تقدّم للقارئ "ليس في مجتمع فقير على حافة الانهيار من شيء تقدمه للحفاظ على الاستقرار وشرعنة القيادة". لتخلص إلى أنّ "التفتت في سيناء، والإرهاب، وانصهار الاقتصاد في المدن، وغياب النموذج وتركز السلطة في يد رجل واحد ليس عنده سوى الرقابة والسجون وسوء معاملة البشر لا يخلق سوى مهزلة انتخابات كتعبير عن مأساة وكارثة المصريين، بل تذكير لنا كيف أن أنظمة المنطقة العربية الاستبدادية أفلست وفشلت".
وفي موضوع لافت لفترة ما بعد انتهاء الانتخابات، عادت "بوليتيكن" بعنوان "الاقتراع الأصعب للسيسي قادم، فما ينتظره المصريون تغيير للدستور". وفصّلت الصحيفة" فجأة وقبل ساعتين من إقفال الصناديق بدأ التدفق، نساء ورجال من مناطق فقيرة في القاهرة القديمة ملبين نداء الاستعجال للحصول على خمسين جنيها مصريا وهو ما يقارب 20 كرونه عندنا".
وشرحت "في الواقع لم تترك وسيلة إلا وحاولها لاظهار مشاركة كبيرة وقنواته الرسمية أخبرتنا بأنه شارك 40 في المائة من 60 مليون ناخب وفاز الرجل بـ92 في المائة بينما منافسه حل ثالثا... رغم أنه الوحيد إلا أن بعض المصريين الذين أجبروا أو قبلوا الرشوة شكلوا نسبة 5 في المائة جعلوا الورقة ملغية... ومنافسه حصل على 1 في المائة".
ورأت "بوليتيكن" أنه لم يكن من أحد يشك بأن السيسي سيعاد انتخابه، فكل شيء في الإدارة المصرية تحت تصرفه "وكل شيء يسير كظله. لكن، عوائق كثيرة تنتظره ليستمر بعد فترتين من 4 سنوات حتى 2022، ومنذ الآن بدأ مؤيدوه في البرلمان والإعلام يطرحون فكرة تغيير الدستور، على الورق يتطلب ذلك استفتاء شعبيا، لكن عقدا كثيرة تقف في طريقه، ليس أقلها من داخل نظامه حيث يرغب الجيش أكثر في أن يكون الحكم تداوليا بينهم".
وختمت الصحيفة بتلميح يكشف اطلاع مراسلها في الشرق الأوسط راسموس لارسن على واقع مصر "في وسائل الإعلام المصرية سموه "عرساً ديمقراطياً"، ويطلقون عليه زواجاً ديمقراطياً، وإن مرر السيسي رغبته بالحكم المطلق بلا نهاية صلاحية، فسيتحتم عليه وعلى شعبه العيش سوية حتى آخر يوم. لكن، ما من شك كثير من المصريين سيرونه زواجاً بالإكراه، وهي ليست تجارب محبذة لديهم، وبذلك سيكون من السهل على المعارضة المنقسمة أن تتحد وتحشد بوجهه".