مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجري في 12 مايو/ أيار المقبل، أعاد برلمانيون وسياسيون عراقيون فتح ملف المعتقلين في السجون العراقية والمختطفين الذين لم يعرف مصيرهم، على الرغم من مرور سنوات على اختفائهم.
واعتبر عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، أن المعتقلين يمثلون "قضية كبيرة تحتاج إلى رجال لمتابعتها"، موضحاً أنه كان ينتظر من زيارة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الأحد، إلى الأنبار الكشف عن مصير المعتقلين والمخطوفين.
وأضاف "كنت أتمنى من العبادي زيارة أسر المختطفين في الصقلاوية"، مبينا، خلال مقابلة متلفزة، أن حزبه "الحل" مستعد ليكون في المعارضة "إذا كان في ذلك مصلحة المواطنين"، على حد قوله.
يشار إلى أن المعارك التي خاضتها القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" ضد تنظيم "داعش" بمحافظة الأنبار (غرب العراق) عامي 2015 و2016، تسببت بقيام المليشيا باختطاف وتغييب آلاف المدنيين الذين فروا من المعارك في الفلوجة والصقلاوية ومناطق أخرى بالأنبار، بحسب برلمانيين عراقيين أكدوا أن نحو ثلاثة آلاف مختطف ما زالوا معتقلين في سجن كبير يديره "الحشد الشعبي" في بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد).
وعبر عضو "تحالف القوى"، محمد عبد الله، عن أمله في أن تسهم المطالبات الحالية في التوصل إلى "حل حقيقي بشأن مسألة المعتقلين والمختطفين"، موضحا لـ"العربي الجديد" أن "مئات الاسر العراقية بانتظار الكشف عن مصير إبنائها الذين لا ذنب لهم سوى أنهم فروا من مناطق القتال".
وأضاف "نتمنى أن تكون المطالبات الحالية بإطلاق سراح المعتقلين جدية، وأن لا تكون مجرد دعاية انتخابية"، مؤكدا أن "المرحلة المقبلة لا يمكن أن تكون مستقرة ما لم تحل جميع الأزمات، ومنها أزمة المعتقلين والمغيبين والنازحين، الذين لم يعد كثير منهم إلى غاية الآن".
وفي السياق، حمل رئيس "تحالف بغداد"، حميد الزوبعي، البرلمانيين الذين يمثلون المحافظات الشمالية والغربية مسؤولية الدفاع عن حقوق مكونهم "السني"، مبينا أنهم لم يقوموا بمساءلة رئيس الوزراء بشأن مشاكل مناطقهم.
وأضاف الزوبعي "العبادي أوفى ببعض الوعود ولم يوف بأخرى"، مبينا، في تصريح صحفي، أن "نازحي بلدتي جرف الصخر بمحافظة بابل و(منطقة) يثرب بمحافظة صلاح الدين (شمالا) لم يعودوا إلى غاية الآن".
وشدد على ضرورة قيام رئيس الحكومة العراقية بإعادة نازحي جرف الصخر ويثرب وجميع المناطق الأخرى.
ولم يتطرق رئيس الوزراء العراقي، الذي زار محافظة الأنبار أمس الأحد، إلى قضية معتقلي المحافظة، مكتفيا بانتقاد من قال إنهم "يريدون أن يعيشوا العراق بأجواء الصراعات والخلافات".